الثلاثاء، 14 فبراير 2012

عبد الله بن ميخائيل بن ناصيف البستاني


بسم الله الرحمن الرحيم

( 1854ـ 1930م)


عبد الله بن ميخائيل بن ناصيف البستاني. لغوي، شاعر، معلم، أديب لبناني، غزير الإنتاج، واسع المعرفة والاطلاع. ولد في قرية «الدّبَية» بالشوف لوالدين هما: الخوري ميخائيل البستاني، وعبلة يوسف نادر التي كانت شاعرة بالعامية تقول الزجل والمعنَّى.
بدأ حياته الدراسية في مدرسة القرية، فتلقى فيها مبادىء الحساب، وتمرّن على كتابة الخط كما كان متبعاً في ذلك الزمان، ثم دخل «المدرسة الوطنية» التي أنشأها في بيروت نسيبه المعلم بطرس البستاني (1819-1883) وقد درس الفرنسية على بعض المعلمين حتى صار يحسن التكلم بها والترجمة عنها.
حين تخرج من المدرسة الوطنية عام 1873 استدعاه الأمير ملحم أرسلان قائم مقام الشوف للتعليم في «المدرسة الداودية» في «عبنة» كما علم بعد ذلك في مدرستي صيدا والدامور الرسميتين.
ثم خطر له أن يمارس الصحافة، فأصدر عام 1879 مع اسكندر عمون في جزيرة قبرص، جريدة «جهينة الأخبار»، لكن الحكومة العثمانية عطلتها بعد صدور عددها الأول، ومنعتها من دخول بلادها، فعاد من قبرص عام 1880 ليبدأ التعليم في مدرسة "الحكمة" المارونية، وتتلمذ عليه الكثير من الطلاب ممن نبغوا في إتقان اللغة العربية وقواعدها، ونظم الشعر، وصناعة الإنشاء.
استدعي عام 1900 لتدريس اللغة العربية في المدرسة البطريركية للروم الكاثوليك، فبقي فيها حتى عام 1914 حين اضطرت إلى إغلاق أبوابها بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى، وكذلك علّم مادتي الخطابة والبيان في مدرسة «الفرير» أو «الأخوة»، بين عامي 1901 و1911. وكان المعلمون في تلك المدارس يرجعون إليه في حلّ مسائلهم اللغوية والبيانية الصعبة، لأنه كان حجة في هذا الميدان، ولذلك انتخبه المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية) عضواً فيه عام 1922.
أمضى عبد الله البستاني آخر أيام حياته في غرفة منعزلة في الطابق الثاني من مدرسة الحكمة، ناسكاً، منصرفاً إلى البحث والتدقيق والتنقيب، عازفاً عن بهارج الدنيا ومتعها، حتى وافاه الأجل ودفن في مقبرة الأسرة بدير القمر.
أقيم له في 15/1/1928 مهرجان تكريمي في مدرسة الحكمة، بمناسبة بلوغه الخامسة والسبعين، تكلّم فيه نخبة من رجال الأدب والعلم، وقدمت له فيه الهدايا التذكارية القيّمة، ومُنح في نهايته وسام الاستحقاق اللبناني، ووسام الاستحقاق السوري من الداماد أحمد نامي.
أهم عمل قام به الشيخ عبد الله البستاني هو تأليفه «معجم البستان» الذي صدر عام 1927 في مجلدين، ثم اختصره في معجم آخر أصغر حجماً سماه «فاكهة البستان».
كذلك ألف أربع مسرحيات نثرية هي: «جسّاس قاتل كليب»، «امرؤ القيس في حرب بني أسد»، «عمر الحميري أخو حسان»، «السموأل» أو «وفاء العرب»، وخمس مسرحيات شعرية منها «يوسف بن يعقوب»، «بروتوس أيام يوليوس قيصر»، وله أيضاً مسرحية هزلية نهج فيها منهج موليير في مسرحية «البخيل» مُثلت مراراً في مدرسة الحكمة والمدرسة البطريركية.
كذلك نقّح كتاب «بحث المطالب» للمطران جرمانوس فرحات، وصحح كتاب «الاقتضاب في شرح أدب الكتاب» لابن السيد البطليوسي، وصحح ديوان أبي فراس الحمداني، وترجم حكايات لافونتين شعراً، وله محاضرات في فلسفة اللغة، وكان إضافة إلى ذلك شاعراً من الطراز الأول، تفوح من شعره رائحة الصحارى، فكأنه عاش مع الشنفرى وتأبط شراً. عالج الشعر وهو فتى، ثم انكب عليه كبيراً فجاء منه بالرائع المطرب المزدان بأجمل الألفاظ وأعمق المعاني، وقد امتاز شعره بفخامته وقوة تراكيبه وقربه من شعر المشاهير من شعراء الجاهلية، واشتهر بتشطيره لمعلقة امرئ القيس، إذ سار معه في مضمار واحد، كأنهما فرسا رهان.
الموسوعة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق