الخميس، 13 سبتمبر 2012

النظر في القرآن


النظر في الأصل : إدراك المنظور إليه بالعين .

وقد يستعار في مواضع تدل عليها القرينة ، منها الإدراك بحاسة البصر

.وبمعنى الانتظار والإمهال والتأخير ، وبمعنى الرحمة ، وبمعنى المقابلة

والمحاذاة ، يقال : داري تنظر دار فلان ، ودورهم تتناظر ، أي : تتقابل ،

وبمعنى الفكرة في حقائق الأشياء لاستخراج .

والنظير : المثل . وهو الذي إذا نظر إليه وإلى نظيره كانا سواء.

وذكر أهل التفسير أن النظر في القرآن على خمسة أوجه :

أحدها : النظر بالعين، الرؤية والمشاهدة .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

} وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ {

وفي القيامة :

} وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ { .

والثاني : الانتظار .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا {

وفي النساء :

} وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {

أي واسمع منا، وانظرنا ما نقول، وانتظرنا نفهم عنك ما تقول لنا

والثالث : إمهال المعسر .

ومنه قوله تعالى

} وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ{

ويجوز أن يدخل معناه في الإنتظار ،

وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم

( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ ).

الرابع : التفكر والاعتبار .

ومنه قوله تعالى في الأنعام :

} انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ {

، وفي يونس :

}قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ {

الخامس : الرحمة .

ومنه قوله تعالى في آل عمران :

} وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق