الجمعة، 14 سبتمبر 2012

النفس في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافًا كثيرًا ،
وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا : إنها جوهر روحاني ...
واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها . فقال كثير من الناس :
إن الروح شيء غير النفس . وقال آخرون : بل هما شيء واحد.

وقيل النفس الدم، ومنه قيل: النفساء سيلان الدم عنها، وقال السموأل:

تسيل على حد السيوف نفوسنا ... وليست على غير السيوف تسيل

ثم سميت الروح نفسًا؛ لأن الإنسان يعيش بها كما يعيش بالدم، وأما النفس فالسعة ،

ومنه قوله:

{ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ }


إذا اتسع ضوءه.


وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه :

أحدها : آدم
.

ومنه قوله تعالى في سورة النساء :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}



والثاني : الأم .

ومنه قوله تعالى في النور :

{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }


أي : بأمهاتهم . والمراد بالآية هلا ظننتم بعائشة أم الْمُؤمنِينَ كَمَا تظنون بِأُمَّهَاتِكُمْ .

والثالث : منكم .

ومن جنسكم . ومنه قوله تعالى في آل عمران :

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ }


آدَمِيًّا مَعْرُوف النّسَب قرشياً عَرَبيا مثلهم ،

والرابع : بعضكم بعضاً .

ومنه قوله تعالى في البقرة :

{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ }



والخامس : الرُّوح،

قال تعالى في الأنعام :

{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ }


أي: أرواحكم،

والسادس : الإنسان .

ومنه قوله تعالى في المائدة :

{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ }


أي : الإنسان بالإنسان ،

والسابع : النفس العقوبة .


ومنه
قوله تعالى في سورة آل عمران

{ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ }


أي يخوفكم الله عقوبته.

والثامن : الأنفس: القلوب.

وضمائر صدوركم

ومنه قوله تعالى في والنجم:

{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ }


يعني: القلوب،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق