قال الفرَّاء: معناه رحَّب الله بك على الدعاء له،
فأخرجه مخرج المصدر فنصبه.
ومعنى
رحَّب: وَسَّعَ.
وقال الأصمعي: أتيتُ رُحبًا أي سعة وأهْلاً كأهلك فاستأنِس.
ويقال
: الرُّحْبُ والرحْبُ، ومن ذلك الرَّحبَة سُميَّت لِسَعتها.
وذكر ابن الكلبي وغيره أن أول من قال مرحبًا وأهلاً سيف بن ذي يَزَنَ الحِمْيَريّ لعبد المطلب بن هاشم لما وفَد إليه مع قريش ليهنئوه برجوع المُلك إليه، وذلك أن عبدالمطلب استأذنه في الكلام.
فقال له سيف: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فقد
أذِنَّا لك.
فقال عبد المطلب بعد أن دعا له وقَرَّظَه وهنَّأه: نحن أهل حَرَمِ الله
وسَدَنَة بيته،
أشخَصنا إليك الذي أبهَجَنا لك، فنحن وفد التهنئة لا وفد
المَرْزِئَة.
فقال: وأيُّهم أنت? قال: أنا عبد المطلب.
فقال سيف: مرحبًا وأهلاً
ورَحْلاً، ومُناخًا سَهْلاً، ومَلكًا رِبَحْلاً، يُعِطى عطاءً جَزْلاً.