السبت، 15 سبتمبر 2012

الكفر في القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
الكفر : التغطية والستر . وأنشدوا : في ليلة كفر النجوم غمامها .
والكفر بفتح الكاف: ما بعد من الأرض عن الناس لا يكاد ينزله ولا يمر به أحد .
والكفارة: ما يغطي الإثم، ومنه: كفارة اليمين
نحو قوله في المائدة:
{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ }
وكذلك كفارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظهار.
وقال فيها :
{ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ }
والتكفير: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل،
ويصح أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو: التمريض في كونه إزالة للمرض.
وذكر أهل التفسير أن الكفر في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : الكفر بالتوحيد .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
وفي الحج :
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
وهو الأعم في القرآن .
والثاني : كفران النعمة .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }
وفي الشعراء :
{ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ }
وفي النمل :
{ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }
والثالث : التبري .
بمعنى البراء
ومنه قوله تعالى في العنكبوت :
{ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }
أي : يتبرأ بعضكم من بعض .
وفي الممتحنة:
{ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ }
والرابع : الجحود .
ومنه قوله تعالى في البقرة :
{ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }
والخامس : التغطية .
ومنه قوله تعالى في الحديد :
{ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا }
، يريد بالكفار هاهنا: الزّرّاع، واحدهم كافر.
و إنما سمّي كافرا لأنه إذا ألقى البذر في الأرض كفره،
أي غطّاه، و كل شيء، غطّيته فقد كفرته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق