الســــؤال :
سأل سائل قائلاً :
لدي إشكال حول موضوع الصلاة في الحذاء سماحة الشيخ
،
و أرجو التوجيه لو تكرمتم جزاكم الله خير
.
الإجــابــة :
الصلاة في الحذاء مشروعة ؛
لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي في نعليه كما
في الصحيحين
عن أنس رضى الله تعالى عنه قال
:
[ كان النبي يصلي في نعليه عليه الصلاة و السلام ]
،
فإذا صلى في نعليه و هما نظيفتان لا حرج في ذلك ،
و قد صلى ذات يوم عليه الصلاة و السلام في نعليه ،
فجاءه جبرائيل و أخبره أن بهما قذرا فخلعهما ، فخلع
الناس نعالهم ،
فلما سلم ، سألهم صلى الله عليه و سلم
:
( لماذا خلعتم نعالكم ؟ )
قالوا : رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا
.
فقال عليه الصلاة و السلام
:
( إن جبريل أتاني فقال :
إن بهما قذرا . فخلعتهما ،
فإذا جاء أحدكم المسجد فلينظر ،
فإن رأى في نعليه أذى فليمسحه ، ثم يصل فيهما
)
و في لفظ آخر :
( فليقلب نعليه ، فإن رأى فيهما أذى فليمسحه ،
ثم يصل فيهما )
و هو حديث صحيح ،
و يدل على أن الأفضل الصلاة في النعال و الخفاف
،
و هكذا حديث :
( خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم و لا
خفافهم )
و هو يدل على شرعية الصلاة في النعال ،
لكن إذا كان المسجد مفروشا و يخشى أن يقذره ،
لأن بعض الناس لا يبالي و لا ينظر في نعليه ،
فإذا خلعهما و صلى حافيا حتى لا يوسخ الفرش ،
و حتى لا ينفر الناس من الصلاة في المسجد
فهذا لعله أحسن إن شاء الله من باب رعاية المصالح ،
و عدم تنفير الناس من المساجد ،
و نظرا إلى أن أكثر الناس إلا من شاء ربك
لا يهتم بالنعلين و لا يحرص على سلامتهما ،
فإذا جعل نعليه في مكان خاص حتى يصلي أو جعلهما بين
رجليه
حتى
يصلي فلا بأس بذلك ،
و لعل هذا أصلح إن شاء الله حرصا على سلامة المساجد
و حرصا أيضا على عدم تنفير المصلين ،
فإن كثيرا من الناس قد ينفر من المساجد إذا رآها توطأ
بالنعال ،
لأن الفرش تتأثر بأقل شيء بخلاف ما لو كان المسجد من
الحصباء و الرمل ،
فإنه لا يتأثر كثيرا ،
و الأمر واسع كما كان الحال
في عهد النبي صلى الله عليه و سلم و عهد
الصحابة رضي الله عنهم .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و
صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق