أن العاصي دائماً في أسر شيطانه، وسجن شهواته، وقيود هواه،
فهو إسير مسجون مقيد ولا أسيرا أسوأ من أسير أسره اعدى عدو له
ولا سجن أضيق من سجن الهوى ولا قيد أصعب من قيد الشهوة،
والمحبوس من حبس قلبه عن ربه والمأسور من أسره هواه فكيف يسير
الى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد وكيف يخطو خطوة واحدة ؟
في ظلمة القلب فالقبائح تسود القلب، وتطفئ نوره و إذا أظلم القلب،
أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان فلا يجد لذة لطاعة ولا حلاوة
فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ثم تقوى هذه الظلمة حتى تظهر
في العين، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سواداً في الوجه، حتى يراه
كل أحد فأذا كانت عند الموت, ظهرت في البرزخ فأمتلا القبر ظلمة
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على اهلها
وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم )
اخرجه مسلم
فإذا كان يوم الميعاد وحشر العباد علت الظلمة الوجوه علواً ظاهراً
يراه كل احد حتى يصير الوجه الاسود مثل الحممة
اي: الفحمة
فلتتابع الذنوب تأثير عظيم في سواد القلب وهو كتتابع قطرات الماء
على الحجر فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق