الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

اجتناب الغش

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:
 
( مَن حَمَلَ عَلينا السلاحَ فليسَ منّا ومَن غَشّنا فليسَ منّا )
 (رواه مسلم)
 
 الغش في المعاملات يمكن أن تحد منه القوانين ،
ولكن كلما زادت القوانين شدة ابتكر الغشاشون نوعا جديدا من الغش. أما
إذا حورب الغش من داخل نفس الإنسان ، فكان لا يحب لغيره إلاّ ما يحب
لنفسه فإن الغش يقضى عليه أو قل كثيرا . من الغش إخفاء العيوب ،
ومن الغش نقص المكيال ، ومن الغش الحلف الكاذب ، ومن الغش إظهار
الورع والتقوى أمام المشتري ، ومن الغش وصف السلعة بما ليس فيها ،
ومن الغش الوعد الكاذب مع اليقين بعدم التمكن من الوفاء . وشر
الغشاشين الذين يغشون الناس ولا ينتفعون هم بل ينتفع غيرهم بذلك
وما هم سوى أدوات لتنفيذ الغش ، وليس لهم من نفع سوى فائدة تافهة
كرضاء أوليائهم عنهم أو مدحهم لهم وتشجيعهم على سوء عملهم لقاء
ثمن بخس من متاع الدنيا الزائل ، وهذا عمل لا يرضاه الله تعالى.
إن رب الأسرة الذي يهمل توجيه أسرته وتعليمها غاشّ لهم ، والذي
يكسب الرزق الحرام ويطعم أولاده من ذلك الرزق الحرام غاشّ لهم .
وكانت نساء المؤمنين الأولين يوصين أزواجهن بالرزق الحلال ويقلن
لهم: اتقوا الله فينا فإننا نصبر على الجوع ولا نصبر على حر جهنم .
ومن ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يبذل جهده معهم أو استأثر بالمنافع
لنفسه وذويه دونهم فهو غاش لهم ، والرعية إذا لم تنصح لمن ولاّه الله
أمرها غاشّة له.
 
أما حمل السلاح ضد المسلمين الذي ورد في هذا الحديث دون تأويل سائغ
فهو كفر. والتأويل السائغ هو أن يكون هناك حجة شرعية يقبلها العقل
استنادا إلى كتاب الله أو أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بتأويل تقبله اللغة العربية ، كالدفاع عن النفس والمال والدين
 والعرض والوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق