الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

الرفق في كل شيء

عن عائشة رضي الله عنها قالت :
 قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم:
 
( إنّ اللّهَ رَفيق يُحبّ الرفقَ ويُعطي على الرفق
 ما لا يُعطي عَلى العُنف وما لا يُعطي على سواهُ )
.(رواه مسلم)
 
إن الترفق بالناس من حسن الخلق وهو مما حث عليه رسول الله
 صلى الله عليه وآله وسلم ، فما كان الرفق في شيء إلاّ زانه وما كان
العنف في شيء إلاّ شانه(20). وكان رسول الله صلى الله عليه و آله
وسلم سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى(21). ولماذا يسلك الإنسان العنف إذا
كان باب الرفق مفتوحا إلاّ إذا كان المرء معجبا بنفسه مزدريا لغيره وهذا
ما لا يحبه الله ، أو إذا كان يظن أن من يقابله لا ينفع معه الرفق. ولكن
هذا أيضا لا يجوز إلاّ عن تجربة أو بينة . أما إذا اتُّخِذ العنف منهجا فهذا
ما ينهى عنه رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم في هذا الحديث.
 
 والرفق يكون في كل شيء.
 فالمشي على الأرض هونا دون عجب أو تكبر هو رفق ، وإطعام الحيوان
رفق ، ومعاملة الناس يجب أن تكون برفق ، والدعوة في سبيل الله تكون
برفق ، فربّ عدو لدود ورث العداوة عن غيره يقلبه الرفق صديقا حميما .
قال الله تعالى:
 
{ ولا تَستوي الحَسَنَةُ ولا السيئةُ ادفَع بالّتي هيَ أحسَنُ
فإذا الّذي بينَكَ وبينَهُ عداوة كأنَّهُ ولي حَميم } (22).ـ
 
 من الرفق بالناس أن :
 تؤدي حق المحتاج من ذوي القربى أو الجيران أو من تعرف حاجته قبل
أن يسألك . ومن الرفق عدم الإلحاح مع الناس في كل شيء كعدم
المماطلة في قَضاء الدين أو البيع والشراء عموما إلاّ إذا كان المرء فقيرا
، فإن مطل الغني ظلم(23) ، ومن الرفق قضاء الدين قبل أن يسأل
 عنه صاحبه.
 
ـ الرفق بالنساء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
 قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :
 
( أكمَلُ المُؤمنينَ إيمانا أحسَنُهُم خلقا ،
 وخيارُكُم خيارُكُم لنسائهم )
 (رواه الترمذي وقال حسن صحيح)
 
 الوصية بالنساء وصية خاصة :
أدّاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكد عليها في وصيته لأمته
قبل وفاته. وكان يؤكد على ذلك باستمرار وينهى عن سوء المعاملة
والعنف وذلك لبناء البيت الصالح. وإذا ما كره المرء من زوجته أو كرهت
المرأة من زوجها خلُقا ، وجد معها أو وجدت معه خلقا محبوبا غيره.
والصبر على سوء خلق أحد الزوجين من الأمور التي تقرب عند الله تعالى
. وقد حث الله تعالى على التغاضي عن زلات الأزواج فقال:
 
 { وعاشروهُنّ بالمَعروف ، فإن كَرهتُموهُنّ
فعسى أن تَكرَهوا شيئا ويَجعَل اللّهُ فيه خيرا كَثيرا } (24).
 
وعلى فرض سوء الزوجة وعدم إمكان الإصلاح فإن الله يدعو المؤمنين
إلى الحذر منهن ، لكنه يدعو إلى العفو أيضا:
 
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (25)
 
 والزوج ينطبق على الرجل والمرأة.
 
والمعاملة بين أفراد الأسرة يجب أن تبنى على التعاون وحسن الخلق
واحتمال زلات بعضهم بعضا ، ويقود ذلك التعاون رب الأسرة . لذا فإن
أول واجبات رب الأسرة هو الإحسان إلى زوجته وعن طريق ذلك يسري
الإحسان إلى بقية أفراد الأسرة ومن ثم يرتبط أفرادها بالمحبة والإيثار
والتعاون . ويجب أن لا يكون ذلك على حساب دين المرء وواجباته
الأخرى نحو والديه أو ذوي قرباه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم حذّر من عقوق المرء والديه طاعة لزوجته(26) ، فإنه لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق(27).ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق