الاثنين، 29 فبراير 2016

للإقبال على الله في الصلاة ثلاث منازل

الإقبال في الصلاة على ثلاثة منازل :

* الأول :-

إقبال العبد على قلبه فيحفظه و يصلحه من أمراض الشهوات
 و الوساوس ، و الخطرات المُبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها .
 
 
* و الثاني :-

 إقباله على الله بمراقبته فيها حتى يعبده كانه يراه .
 
 
 *و الثالث :-
 
 إقباله على معاني كلام الله ، و تفاصيله و عبودية الصلاة
 ليعطيها حقها من الخشوع و الطمأنينة و غير ذلك .
 
فباستكمال هذه المراتب الثلاث يكون قد أقام الصلاة حقاً ،
 و يكون إقبال الله على المصلي بحسب ذلك .
 
 
لماذا يكرر السجود مرتان
 
و شُرع له تكرير هذه الأفعال و الأقوال ؛ إذ هي غذاء القلب و الروح
 التي لا قوام لهما إلا بها ، فكان تكريرها بمنزلة تكرير الأكل
 لقمة بعد لقمة حتى يشبع ، و الشرب نفسا بعد نفس حتى يَروى ،
 فلو تناول الجائع لقمة واحدة ثم دفع الطعام من بين يديه
 فماذا كانت يغني عنه تلك اللقمة ؟
 و ربما فتحت عليه باب الجوع أكثر مما به ؛
 
و لهذا قال بعض السلف :
 [ مثل الذي يصلي و لا يطمئن في صلاته
 كمثل الجائع إذا قدم إليه طعام فتناول منه لقمة أو لقمتين
 ماذا تغني عنه ذلك ] .
 
و في إعادة كل قول أو فعل من العبودية و القرب ،
و تنزيل الثانية منزلة الشكر على الأولى ، و حصول مزيد خير
و إيمان من فعلها ، و معرفة و إقبال و قوة قلب ، و انشراح صدر
و زوال درنٍ ووسخٍ عن القلب بمنزلة غسل الثوب مرَّة بعد مرَّة .
 
فهذه حكمة الله التي بَهَرت العقول حكمته في خلقه و أمره ،
 و دلَّت على كمال رحمته و لطفه ، و ما لم تحط به علماً منها أعلى
 و أعظم و أكبر و إنما هذا يسير من كثير منها .
 فلما قضى صلاته و أكملها و لم يبق إلا الانصراف منها ،
 فشرع الجلوس في آخرها بين يدي ربه مُثنياً عليه بما هو أهله ،
فأفضل ما يقول العبد في جلوسه هذه التحيات التي لا تصلح إلا لله ،
 و لا تليق بغيره .
 
 
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق