السبت، 5 مارس 2016

لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله

ما هي شروط الدعاء
 لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله ؟
الحمد لله شروط الدعاء كثيرة ، منها :
1- ألا يدعوَ إلا الله عز وجل :
 قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس :
 ( إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ) .
 رواه الترمذي .
وصححه الألباني في صحيح الجامع .
وهذا هو معنى قوله تعالى :
 { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً }
[ الجـن : 18 ]
وهذا الشرط أعظم شروط الدعاء وبدونه لا يقبل دعاء ولا يرفع عمل ،
 ومن الناس  من يدعو الأموات ويجعلونهم وسائط بينهم وبين الله ،
 زاعمين أن هؤلاء الصالحين يقربونهم إلى الله ويتوسطون لهم
 عنده سبحانه وأنهم مذنبون لا جاه لهم عند الله
 فلذلك يجعلون تلك الوسائط فيدعونها من دون الله ,
والله سبحانه وتعالى يقول :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
[ البقرة : 186 ]
2- أن يتوسل إلى الله
 يتوسل بأحد أنواع التوسل المشروع . 
3- تجنب الاستعجال
 فإنه من آفات الدعاء التي تمنع قبول الدعاء
 وفي الحديث
قال صلى الله عليه وسلم :
 ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي ) .
 رواه البخاري  ومسلم
وفي صحيح مسلم رواية آخرى :
 ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يتعجل
 قيل يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟
 قال : يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي
 فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء )
4- أن لا يكون الدعاء فيه إثم ولا قطيعة
 يجب ان لا يكون الدعاء فيه إثم ولا قطيعة كما في الحديث السابق :
 ( يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم  ) 
5- حسن الظن بالله
قال صلى الله عليه وسلم :
 ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي )
 رواه البخاري ومسلم
 وفي حديث أبي هريرة :
 ( ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )
 رواه الترمذي ,
 وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
فمن ظن بربه خيراً أفاض الله عليه جزيل خيراته ,
وأسبل عليه جميل تفضلاته , ونثر عليه محاسن كراماته
 وسوابغ أعطياته .
6- حضور القلب
 فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه ،
قال صلى الله عليه وسلم :
 (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ)
 رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
7- إطابة المأكل
 قال سبحانه وتعالى :
{ إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[ المائدة : 27 ]
 وقد استبعد النبي صلى الله عليه وسلم الاستجابة
لمن أكل وشرب ولبس الحرام
 ففي الحديث :
 ( ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر
 يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام
 ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذيَ بالحرام
 فأني يستجاب لذلك )
 رواه مسلم
قال ابن القيم :
[ وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها , يعني الدعاء ].
8- تجنب الاعتداء في الدعاء
فإنه سبحانه وتعالى لا يحب الاعتداء في الدعاء
 قال سبحانه :
 { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
 [ الأعراف : 55 ]
9- ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب
ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب مثل فريضة حاضرة
أو يترك القيام بحق والد بحجة الدعاء .
ولعل في قصة جريج العابد ما يشير إلى ذلك لما ترك إجابة نداء أمه
 وأقبل على صلاته فدعت عليه فابتلاه الله .
قال النووي رحمه :
[ قال العلماء : هذا دليل على أنه كان الصواب في حقه إجابتها
 لأنه كان في صلاة نفل والاستمرار فيها تطوع لا واجب وإجابة الأم
 وبرها واجب وعقوقها حرام ...]
 صحيح مسلم بشرح النووي .
 
للاستزادة ينظر كتاب الدعاء
لمحمد بن إبراهيم الحمد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق