الاثنين، 29 فبراير 2016

ازدواجية الشخصية

يمثل الانسجام بين الأفكار والأفعال لدى الأشخاص أحد أهم جوانب الصدق
والالتزام القيمي. فالإنسان الذي يتبنى فكرة، ويبشر بها، ويدعو إليها،
سيكون منسجماً مع ذاته، وصادقاً مع نفسه، متى انعكست على واقعه
الفعلي، وعلى النقيض من ذلك، من يتحدث عن فكرة، ويدعو إليها، ولكنه
لا يطبقها ولا يعمل بها، فمثل هذا الأخير يعيش ازدواجية في شخصيته،
وتباينا بين فكره وسلوكه، وسينعكس ذلك بطبيعة الحال على نظرة الناس
إليه حيث يفقدون الثقة في أفكاره، إذا كان هو نفسه أول من يخالفها
عملاً، فلو كانت تلك الأفكار تستحق الاحترام لالتزم بها صاحبها أولاً،
والأنكى من ذلك أن الناس سيفقدون الثقة بشخصيته، لأنهم سيعتبرونه
غير ملتزم وغير صادق.
 
 والسؤال هنا، ما أسباب بروز الازدواجية بين القول
 والفعل لدى بعض الأفراد؟
 
 يبدو أن ذلك عائد لأحد سببين:
 السبب الأول: عدم الاقتناع الحقيقي بالفكرة
إن الشخص الذي يتظاهر بإيمانه بفكرة ما، لكنه في حقيقة الأمر قد
لا يكون كذلك في أعماق نفسه، فإن سلوكه المغاير لفكرته سيكون فاضحاً
له، وهذا ما يعبر عنه الإسلام بالنفاق، أي أن يظهر المرء شيئاً لكنه
 لا يؤمن به حقيقة في داخله، بل يبطن نقيضه.
 
 السبب الثاني: ضعف الإرادة في الالتزام:
قد يكون الشخص مقتنعاً بفكرة ما ويدعو لها، لكن عند التطبيق قد يواجه
الصعوبة، أو تضغط عليه الأهواء والشهوات فتخونه إرادته، ولا يلتزم
 بما يؤمن به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق