الخميس، 3 مارس 2016

ابني يحاسبني


1 - الطفل المدلل
أكثر جرأة على الحوار مع والديه من دون خوف أو ترد د.

2 - تعليم الأبناء أدبيات الحوار مع الوالدين
 يقلل من حالة التوتر بينهما .


الطفل المدلل   
أكثر جرأة على الحوار مع والديه من دون خوف أو تردد  

كانت صدمة " ن " في ابنتها الصغيرة كبيرة حينما طلبت منها أن تؤدِّي
 واجباً منزليَّاً قصَّرت في أدائه ؛ لتدخل معها بعد ذلك في حديث طويل
أفصحت فيه عن أهم عيوبها ، مُبيِّنةً لها أنَّها كثيراً ماقصرت معها
في توفير بعض حاجيَّاتها

وعن بعض المواقف التي لم تكن تبدو فيها أنَّها مهتمة لأمرها ،
أخذت ابنة " نورة " تتحدث بانفعال وبصوتٍ عالٍ وبنبرةٍ حادة ؛
لدرجة أنَّ اخوتها خرجوا من غرفهم على إثر صوتها ،
فيما بقيت " نورة " تحت تأثير الصدمة من جرأة ابنتها معها
بشكل جعلها تتحدَّث معها بهذا الأسلوب مُبديةً لها ملاحظاتها
ومتهمةً إيَّاها بالتقصير دون أدنى خجل أو وجل ، بشكلٍ بدت فيه أنَّها أمام
احدى صديقاتها ، وعلى الرُّغم من محاولة " نورة " الدائمة في أن تكون
قريبة من أبنائها وحرصها على أن تُوفِّر لهم كل ما يحتاجونه
 في البيت بشكلٍ بدت فيه وكأنَّها صديقة لهم .

وفي هذا الوقت عادت " ن " بذاكرتها إلى وقت الطفولة لتتذكر
كيف كانت طريقتها في الحديث أمام والدتها في زمنٍ كان فيه للأم قدر كبير
 من الهيبة والتقدير وكان فيه للأب حضور وهيبة يخشاها الأبناء

وأدركت " ن " أنَّه على الرغم من محاولة التعامل بأساليب حديثة
مع الأبناء في وقتنا الحالي ، إلاَّ أنَّ ذلك انعكس بشكل سلبي على العديد
من الأسر ، فأصبح الأبناء يحاسبون آباءهم بأسلوب غير لائق
 ويتحدثون معهم وكأنهم في مرحلتهم العمرية أو قريباً منها ،
لم تكن " ن " قادرةً في هذا الوقت على أن ترد على ابنتها لكونها ك
انت تقف موقف الصدمة والذهول ممَّا حدث ، إلاَّ أنَّ دموعها التي انسابت
 على وجنتيها عبَّرت بصدق عن مدى ألمها .

في وقتنا الحالي بات العديد من الآباء يمنحون أبناءهم منذ الطفولة المُبكرة
 مساحةً كبيرةً من الحرية والتعامل معهم دون وجود حواجز تمنعهم
من تجاوز الخطوط الحمراء ، بل رُبَّما حاول البعض هنا تقديم علاقة الصداقة
 مع الابن قبل علاقة الأبوة ، بيد أنَّ هذا الأسلوب قد ينجح مع بعض الأبناء ،
 في الوقت الذي قد يدفع البعض الآخر إلى التجاوز مع والديه ،
وعلى الرغم من هذا التباين في أسلوب التربية ، إلاَّ أنَّ الحقيقة تشير
إلى أن العديد من أبناء الجيل الحالي اختلف كثيراً عن الأجيال السابقة ،
فأصبح العديد من الأطفال حالياً يُعبرون عن آرائهم بجرأة ويتحدثون
 عن مطالبهم دون أيّ تردُّد .

ويبقى هناك سؤال يلوح في الأفق عن :

 كيفيَّة التعامل الأمثل مع هذه النوعيَّة من الأبناء
 التي تُحاسب آباءها بكُلِّ جرأة مُتجرِّدةً عن أدبيَّات الحوار مع الآباء؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق