الثلاثاء، 29 مارس 2016

حكم طلب الدعاء من الآخرين

 
حكم طلب الدعاء من الآخرين
 
السؤال : 

 ما حكم طلب المسلم من أخيه المسلم
 الدعاء ممن يتوسم فيه الخير ؟
 
 ويكون ذاهباً إلى الحج أو سفر غيره ، فيطلب منه الدعاء له
بظهر الغيب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على أويس ،
 وحث الصحابة رضوان الله عليهم على طلب الدعاء منه
حديث أويس القرني أخرجه مسلم رقم 2542
 
وهل كره شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك ،
وخص الحديث بأويس ،
 أفيدونا وفقكم الله .
 
 
 
الجواب :
 
 الحمد لله طلب الدعاء من الرجل الذي ترجى إجابته إما لصلاحه
 وإما لكونه يذهب إلى أماكن ترجى فيها إجابة الدعاء كالسفر
والحج والعمرة وما أشبه ذلك ، هو في الأصل لا بأس به ،
 لكن إذا كان يخشى منه محذور ، كما لو خشي من اتكال الطالب
على دعاء المطلوب ، وأن يكون دائماً متكلاً على غيره
 فيما يدعو به ربه ـ أو يخشى منه أن يُعجَب المطلوب بنفسه ،
ويظن أنه وصل إلى حد يطلب منه الدعاء فيلحقه الغرور ،
فهذا يمنع لاشتماله على محذور وأما إذا لم يشتمل على محذور
 
 
فالأصل فيه الجواز لكن مع ذلك نقول لا ينبغي ،
لأنه ليس من عادة الصحابة رضي الله عنهم
أن يتواصى بعضهم بعضاً بالدعاء   
 
وأما ما يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر :

[ لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك ]
أخرجه أبو داود رقم 1498 ، والترمذي رقم 3557
 فإنه ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
 
 
وأما سؤال بعض الصحابة رضي الله عنهم
 لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء ،
 فمن المعلوم أنه لا أحد يصل إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وإلا فقد طلب منه عكاشة بن محصن أن يدعو له
فجعله من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ، فقال : أنت منهم
 أخرجه البخاري رقم 6541 ، ومسلم رقم 216، 218 ، 220
 
ودخل رجل يسأله أن يسأل الله الغيث لهم فسأله
أخرجه البخاري رقم 1013 ، ومسلم رقم 897 .
 
 
وأما إيصاء النبي للصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يدعو لهم
 فهذا لا شك أنه خاص به ، وإلا فمن المعلوم أن أويساً ليس مثل أبي بكر
ولا عمر ولا عثمان ولا علي ، ولا غيره من الصحابة ،
ومع ذلك لم يوص أحداً من أصحابه أن يطلب من أحدهم أن يدعو لهم .
 
 
وخلاصة الجواب أن نقول :

إنه لا بأس بطلب الدعاء ممن ترجى إجابته ،
بشرط ألا يتضمن ذلك محذوراً ، ومع هذا فإن تركه أفضل وأولى .
لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /212
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق