الجمعة، 25 مارس 2016

النية هي تجارة العلماء


بعد حياة العزوبية والإنتقال بين المساجد ودور التحفيظ
 وحلقات طلب العلم وأنس القيام والبكاء من خشية الله
تجد الزوجة نفسها مسئولة عن زوج وبيت وأطفال
 
فلا تجد وقتا للتنفس أو للإسترخاء فضلا عن وقت لتمسك فيه مصحفها
 أو حلقة علم تذهب إليها أو ركعتين في جوف الليل تركعهما لله عزوجل
 
وتبدأ الشكوى والجملة الشهيرة " لقد ضعت "
 فلا تكف عن التذمر وتتأثر نفسيتها وعادة ما تصاب بالإحباط
وهذا كله لأنها لم تفهم هذا لعبادة بشكل صحيح
 وحصرتها في عبادات معينة
فإذا هي لم تقم بها اعتبرت نفسها مقصرة في العبادة
وهذا فهم خاطئ وقاصر
 
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
 [ العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه
من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ]
 
فإذا صاحب أي عمل من الأعمال سواء الدينية أو الدنيوية
نية واحتساب صارت عبادة
 
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
 
 ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى،
 فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ،
 ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ،
 فهجرته إلى ما هاجر إليه )
 رواه البخاري ومسلم .
 
فإذا تزوجت فهي   
 عادة
 
ولكن إذا نويت أنها سنة تطلبين بها الإعفاف
تحولت إلى  
عبادة
 
إذا حملت وأنجبت فهي  
 عادة
 
ولكن إذا نويت تكثير سواد المسلمين
 واخراج أفراد يوحدون الله عزوجل ويطيعونه فهذه 
عبادة
عبادة
 
إذا ارضعت طفلك وحممتيه وغيرت له
وسهرت عليه طوال الليل لمرضه أو بكاءه فهي 
 عادة
 
 ولكن إذا نويت أنك راعيه ومسئولة عن هذا الطفل ورحمة به
 ( الراحمون يرحمهم الله )
 تصبح هذه الأمور 
 عبادات
 
 وإذا حضرت لأهل بيتك الطعام فهذه 
عادة
 
 ولكن إذا نويت بها تقوية زوجك وأبناءك
ونفسك على طاعة الله مع ترديد اذكار الطعام
 والفراغ منه أصبحت 
 عبادة
 
بل انك إذا مارست الرياضة
 لتحصلي على جسم جميل رشيق فهذه  
عادة
 
 ولكن إذا نويت المحافظة على هذا الجسد
 الذي هو نعمة من الله عزوجل والتجمل للزوج
واعفافه وتقوية جسدك للقيام بطاعة الله تصبح الرياضة
عبادة
 
إذا رتبت بيتك وحافظت على نظافته فهذه 
عادة
 
 ولكن إذا نويت التنظيف لأن الملائكة تتأذى
 مما يتأذى منه البشر
 ولإدخال السرور على أهل بيتك
 ولأن ديننا دين نظافة أصبحت العادة
عبادة
 
وإذا وقفت أمام مرآتك تتزينين وتضعين العطور فهذه  
عادة

 ولكن إذا نويت بها إعفاف زوجك وغض بصره
 واتباعا لأمر الله ورسوله بحسن التبعل له أصبحتِ في
 عبادة
 
إذا اتصلت بوالدتك لسؤال عنها فهذه 
عادة
 
 ولكن إذا نويت بها الإتصال برها
وادخال السرور على قلبها فهذه
 عبادة
 
وهكذا في سائر حياتنا وحركاتنا وسكناتنا
فلا تبتأسي أختي الغالية واستبشري خيرا
واحمدى الله عزوجل على أنك مسلمة
 وأعلمى أن كل حركة في بيتك هي عبادة
 إذا نويت لها نية .
 
فالنية هي تجارة العلماء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق