الاثنين، 27 مارس 2017

أي طوفان هذا الذي جرف لحظات اللهفة


 نغيب ونعود ونتتبع خطوات تركناها في ثرى الأرض التي كانت...
تحملنا فنجد الأرض غير الأرض نجد إختلافا كبيرا هذا ما وجدته
وأحسسته هنا. تبحث في أغراضها تتخبط كمن أصابها المس.
عن كتبها القديمة عن أوراقها عن بقايا صورها التي زينت يوما ما
جدار البيت تبحث بين الدروب عن حارتها التي سكنتها عن صبيان
الحي عن بقايا قطع الحلوى التي كانت تجود بها أم يوسف ظهيرة
 كل أحد أين هم يا ترى لماذا لم تعد تسمع صداهم يتردد؟؟؟
 
 المكان نفسه والزمان آخرغير الذي عايشته وعاشت فيه...!!
....أي طوفان هذا الذي جرف لحظات اللهفة
إسوارة الورد التي كانت تصنعها إبنة الجيران لم تعد تزين معصم صبايا
الحي ولا الصبيان يركضون خلف عمو أحمد ينهشون ظروفهم من بين
رزمة البريد الكبيرة وحتى ضفائر مريم لم تعد تسابق الريح أين هي الآن
يا ترى ومن ظفر بتينك العينين العسليتين الساحرتين؟؟؟ أعمدة النور
العالية لما صارت خافتة هكذا؟؟؟ ألم يكن نورها يؤنس وحدة النجوم
حتى ولادة خيوط الفجر الأولى؟؟؟
ورائحة الخبز غريب لا أثير يحملها لم تعد تفوح. على بعد ثلاثين قدم
 من باب الحارة الفرن...أين الفرن؟؟؟تجمع الدمع في عينيها وزفرة
تخترق ذاكرتها تعيدها إلى ساعة الغروب وصدفات البحر إلى أمواج
دجنبر الغاضبة إلى فراشات مارس وعطر البرتقال ثم تمحو على عجل
وجع الماضي بمنديل من ورق في لحظات ولد الماضي في عينيها
أغمضتهما بسرعة هاربة من جور الذكرى وما بين الأمس واليوم
 تبخر كل شيء كانت تستمتع به يوما...!!
راق لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق