السبت، 1 أبريل 2017

عديلي يغار مني..!


تشعر « آ» في كل مرة تزور أسرتها مع زوجها وأطفالها بقلق شديد
وشعور بعدم الراحة، ويحدث ذلك حينما تعلم بأن شقيقتها الصغيرة
مع زوجها أيضاً ستكون موجودة في ذلك التجمع الأسري،
 ذلك القلق الذي كانت تشعر به «آ» لم يكن يأتي من فراغ،
فهي تعلم أن زوجها يشعر بالكثير من القلق وعدم الارتياح في المكان؛
 بسبب وجود زوج أختها الصغيرة، وهو الرجل ذو الوضع المادي الكبير
والإمكانات الاقتصادية، فأسرتها يعطون لزوج شقيقها وضعًا كبيرًا
من الحفاوة والاهتمام لا يقدم أبداً لزوجها الذي يتصف بالإمكانات المادية
الأقل، مما انعكس على نفسيته، الذي لم يعد يحب زوج شقيقتها -عديله-؛
لأنه يشعر بأنه يسرق منه كل الاهتمام والحفاوة.
 
لم تتعلق مشكلة «آ» فقط بزوجها الذي لم يعد يقبل زوج شقيقتها
 لفرط شعوره بالنقص أمامه، بل انعكست تلك المعاملة حتى على نفسية
أطفالها أيضاً، عبر تفضيل الأسرة أطفال العديل الغني عليهم،
ومن هنا بدأت معاناة «آ»، والتي تعلم أن انتهاء ذلك اللقاء الأسري
سيختتم في منزلها بمشكلة مع زوجها الذي سيكون بمزاج سلبي بسبب
تلك الغيرة والمقارنات.
 
وتحدث الغيرة بين أزواج الشقيقات، فالكثير من العوامل تحدد أسبابها،
إلاّ أن المشكلة حينما تكبر الفوهة بين الأزواج لتصل إلى فرقة بين الأخوات،
وتنازع في الأسرة الواحدة، فيصل ذلك الأثر السلبي على مستوى الأبناء،
 فأزواج الشقيقات يعيشون تلك المقارنة الكبيرة فيما بينهم؛ بسبب
ما يشعر أحدهم بالتفرقة في التعامل، وربما يخشى أحدهم أن يكون الطرف
الثاني مؤثراً أكثر منه في واقع أسرة الزوجة.
 
غيرة الرجل لا تأتي إلاّ بعد إهانة
وعاشت «ا» تلك المعاناة الكبيرة مع زوجها الذي يكره زوج شقيقتها
بسبب الغيرة منه، وعلى الرغم أن أسرتها لا تحاول أبداً أن تفرق في التعامل
بين أزواج الشقيقات وأبنائهم، إلاّ أنها تواجه مشكلة حقيقية
مع زوجها الذي منذ المرة الأولى الذي عرف فيها أن شقيقتها
تقدم لها خاطب وهو يسأل عنه بغيرة وعدم قبول،
 بل حتى بعد أن تمت الخطبة أخذ يضع فيه العيوب الكثيرة والملاحظات،
الرغم أن ذلك الخاطب ليس بأفضل إمكانات منه مادياً،
لكنه بدأ يشعر بالغيرة وعدم القبول لذلك العديل،
حتى أنه أصبح لا يضيع فرصة أبداً حينما يكون موجودًا معه في مجلس واحد
أن يرمي عليه بعض الكلمات والتعليقات التي قد تزعجه،
مما يسبب حرجاً كبيراً بينها وبين شقيقتها،
مضيفةً: «بدأت أتحدث مع زوجي عن تلك الغيرة غير المبررة،
 فقال: إنه لا يشعر تجاه زوج شقيقتها بأي ميل أو قبول وذلك خارج
عن إرادته»، مشيرةً إلى أن الغيرة موجودة لدى الكثير من أزواج الشقيقات،
فهناك من يكره أن يدخل لأسرة زوجته «نسيب» جديد يتقرب منهم ويحبونه،
فيقلق من وجوده وربما شعر بالغيرة منه بدون أسباب واضحة.
 
علاقة الشقيقات
ورأت «هـ» أن المشكلة في تلك الغيرة ليست حينما تكون موجودة
بين «العدلة»، بل حينما تخرج لتطال علاقة الشقيقات فيما بينهما،
مشيرةً إلى أنها منذ تزوجت وهي تشعر أن زوج شقيقتها أصبح لايقبلها
أبداً ولا يقبل زوجها، حتى أصبح يمنع شقيقتها من زيارتها،
ومن التواصل الدائم معها، مضيفةً أنها لاحظت أن شقيقتها أصبحت
 تتعرض للكثير من المشاكل والضغوطات حينما ترغب في زيارتها،
وحينما حاولت أن تفهم من أختها أسباب ذلك الموقف من قبل زوجها
غير المفهوم أكدت أنه يغار من عديله، فمنذ تزوجت وهو يعاني من ذلك
القلق، موضحةً أن زوجها رجل متعلم ومتفهم وحينما لاحظ أن زوج شقيقتها
لا يقبله حاول أن يتقرب منه، وذهب مع زوجته لزيارة ذلك العديل في بيته،
إلاّ أن المفاجأة الكبيرة حينما تغيب زوج شقيقتها عن المنزل وهو يعلم
بوجود عديله وزوجته في بيتهما كنوع من الإهانة،
مؤكدةً على أنه شعر الشقيقات بحرج كبير من ذلك الموقف،
مُشددةً على أهمية تحجيم تلك الغيرة بين الأزواج؛ لأنها تؤثر كثيراً
على ارتباط الشقيقات فيما بينهن، وقد تؤثر أيضاً على العلاقة المستقبلية
بين الأبناء.
 
زوج الأخت «الكاش» يحظى باهتمام أنسابه أكثر من غيره
وقال «د. أبو بكر باقادر» - مختص في علم الاجتماع بجامعة
الملك عبدالعزيز سابقاً-: إن هناك ثلاثة أنواع من الغيرة؛
أولاً: الغيرة التي تأتي من منطلق ديني أخلاقي، فبعض الأزواج يأتي بزوجته
لمنزل أسرتها ولكنه لا يقبل أن يتقابل مع عديله في مجلس العائلة،
وحتى إن تقابلوا فإنه لا يوجد بينهما أي توافق بسبب الغيرة،
 
ثانياً: الغيرة التي تأتي من التوافق في القدرة المالية، فإذا كانت واحدة
من الأخوات تتزوج برجل له وضع مادي جيد، فما يأتي به من حاجيات
لمنزله وما يوفره من حياة كريمة يكون مصدر قلق لشقيقتها
التي تتزوج من رجل وضعه الاقتصادي أقل، وذلك يثير حساسية زوجها؛
لأنه يرى أن شقيقتها تسكن في منزل كبير وفي وضع مالي جيد،
 بينما هو لا يستطيع إلاّ أن يسكن شقة مستأجرة وبظروف مالية أقل،
 
 مضيفاً أن النوع الثالث من الغيرة هي التي يشعر بها العديل إذا كان الرجل
الآخر أعلى تعليماً ولديه منصب وشهرة،
فإن هذا يسبب نوعًا من الغيرة الدائمة واليومية، فحينما يجد أن لديه وضعًا
اجتماعيًا كبيرًا ومشهورًا وأخباره في الصحافة ويستطيع أن يتوسط
لأي أحد فإن زوج الأخت الذي ليس لديه تلك الإمكانات يشعر بالنقص؛
 لأنه لا يستطيع أن يجاري ذلك العديل سواء قيل له ذلك من قبل الآخرين
أو لم يقال له، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المقارنات التي تحدث
 في داخل الأسرة بين الأزواج، فالأخوات يشعرن بالفروق وذلك ينعكس
 على الأزواج.
 
طرق العلاج
وأوضح «د.باقادر» أنه من الممكن أن يتم التخفيف من حدة تلك الغيرة
من خلال جانبين؛ إمّا أن تعمل الأخوات على التعاون فيما بينهن
ولا يربطن مصائرهن الاجتماعية بالأزواج، ولكل واحدة تقبل بوضعها
حتى يخفف الضغط على الأزواج الذين لا يستطيعون أن يجاروا بعض،
 وإمّا أن تكون هناك حكمة كبيرة من قبل الوالدين أن يعملا توازنًا
في التعامل بين العدلة، مضيفاً أن عادةً الزوج الغني والذي له مكانة
 يحصل على تفضيل من قبل أسرة الفتاة، مُشدداً على أهمية عدم التمييز
بين الأحفاد في التعامل، وكذلك عدم وجود تعامل خاص لوضع «النسيب»
التعليمي أو مكانته الاقتصادية،
 لافتاً إلى أن للأسرة والأخوات دورًا في تخفيف حدة تلك الغيرة بين العدلة،
بأن تعقد الجلسات العائلية التي تقرب بين الأزواج،
ولكن لا تكون تلك اللقاءات على حساب المقارنات الكثيرة بين الأزواج
وذلك أمر تطوعي، مبيناً أن الأخوات من الممكن أن يُقربن بين أزواجهن،
عبر مجموعة من السلوكيات التي لها انتماءات وأفكار لا تبدو على السطح،
ولكن الهدف منها التقريب بين الزواج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق