الأربعاء، 29 مارس 2017

مراحل في تعليم الأبناء الصلاة


 
هناك ثلاث مراحل أساسية في طريق تعليم أبنائنا الصلاة
 لايمكننا أن نهمل مرحلة منها , أو نغفل عنها , أو نتهاون فيها ,
إذ هي مراحل مرتبطة ببعضها بعضا , كسلسلة مترابطة .
 
هذه المراحل ليست مراحل عمرية ولا زمنية , نعم بعضها يبدأ قبل بعض ,
لكنها متداخلة , ومتكررة , اشبه بثلاث حلقات متداخلة , وقد يسبق بعضها
بعضا في الوقت في بعض الأحيان , وقد يتغير هذا الترتيب في وقت آخر ,
لكنها من المهم جدا أن تبقى مترابطة في ذهن الأبناء
وفي السلوك التربوي للآباء .
 
المرحلة الأولى هي مرحلة التعليم :
وهي أول المراحل من حيث الابتداء , وهي مرحلة مستمرة , ومتجددة ,
وهدفها تعليم الأبناء المفاهيم العلمية , والأحاديث النبوية , والآيات ,
وغيرها , وأهم ذلك تعليمهم ( مقامها من عبادات الإسلام , وقدرها - 
ثوابها والأجر العظيم الذي قضاه الله سبحانه لها  -   أحكامها  الفقهية )
 
المرحلة الثانية : هي المرحلة النفسية القلبية :
وهي مرحلة مهمة للغاية , ويحصل فيها إهمال وتفريط شديدين من كثير
من الآباء , وهي مستمرة أيضا , وتبدأ مبكرا , وهدفها ترسيخ حب
الصلاة في قلوب الابناء , وتوصيل معاني كونها صلة بين العبد وربه ,
وتعظيم شأنها في قلب الابناء , والسعي للوصول الى التلذذ بالصلاة كعبادة
إيمانية عظيمة , والمسارعة إليها , وتفضيلها على أي شأن آخر ,
وأن تكون لدى الأبناء دافعية ذاتية للانتظام عليها مهما كان وحده ومهما
فقد من يذكره بها , ويهمنا هنا بعض الممارسات التربوية منها :
 
 - القدوة , وأقصد بها تكوين نموذج القدوة ,
 سواء أكان تطبيقيا أو كان نظريا عن طريق الحكاية .
 
 - الحديث عن الصلاة كراحة نفسية , وتواصل قلبي
 ( في الحديث " أرحنا بها يابلال " )
 
 - ربط الأبناء بصلاة الاستخارة في شئون حياتهم .
 
 - تعويدهم دعوة أصدقائهم الصغار للصلاة , وقيامهم بدور الدعاة
 الى الصلاة , وتعليمهم الاسلوب الحسن في ذلك .
 
 - تفهيمهم معاني المسئولية الذاتية
" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
 
الثالثة هي مرحلة الصبر والمتابعة :
وهي المرحلة التي يزل فيها الكثير من الآباء , فلا يصبرون على أبنائهم ,
ولا يحسنون متابعتهم فيها , فإما أنهم يملون , أو يضجرون ويغضبون ,
أو تسوء علاقاتهم بأبنائهم بسبب عدم فهمهم لكيفية التعامل مع تلك
المراحل .
 
ومرحلة المتابعة تشمل كثيرا من الممارسات
التربوية التي لا غنى عنها , مثل  :
- الملاحظة , وأعني بها المراقبة الحثيثة الرقيقة لتصرفات الأبناء تجاه
الصلاة , ولا يقتصر ذلك على أوقاتها فقط ولا على المحافظة على أدائها
فقط , بل على ما تم تعليمه وبثه في المرحلتين السابقتين ايضا .
 
- التقويم الرفيق , وينبغي ان يحرص الآباء في تقويمهم أن يكون بطريقة
مقبولة للأبناء , بعيدا عن التقليل من قدر أعمالهم
 وبعيدا عن سوء الظن فيهم , أو الغضب , أو الانفعالات .
 
- طول النفس , فطبيعة كثير من الأبناء عدم الانتظام في أداء الصلاة ,
والغفلة عن الأوقات , والكسل عن أدائها كما ينبغي , وعلى الآباء الصبر
في ذلك , صبرا طويلا , واحتساب ذلك الصبر , وعدم التأفف , وعدم أخذ
الأحكام عن الأبناء , وعدم وصفهم بأي من الأوصاف السلبية ,
بل التقويم والتوجيه .
 
- العقاب , ويستخدم العقاب في مسألة الصلاة استخداما حكيما للغاية ,
لأن سوء استخدامه قد يؤدي لبعد الأبناء عن الصلاة وعدم حبهم لأدائها
على المستوى النفسي , فلنحذر ذلك , ويجب ان تكون رفيقة , وغير
مكثفة , ويفضل استخدام العقوبة في منع بعض المحبوبات بشكل مؤقت ,
ويمكن عند تكرار تعمد ترك الصلاة الضرب الخفيف جدا , ( وهذا يختص
بسن ما بين العاشرة الى الرابعة عشرة فقط ) , وهو ضرب يذكر
ولا يغضب ولا يضر ,
 
- الثواب , وهو وسيلة فعالة ايضا , ويجب استخدامها بحكمة كذلك , حتى
لا يتجه قلب الابناء الى الإثابة المادية وتكون الصلاة وسيلتهم في ذلك ,
ويحسن من وسائل الإثابة الكلمة الطيبة , والتشجيع , وإظهار علامات

الرضا , والتحدث بمحاسن الإبن وغير ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق