الأحد، 16 أبريل 2017

تعرف على قصة المثل الشعبي ” الله يهني سعيد بسعيدة “


كثيرا من الأمثلة الشعبية نقولها ولا نلقي لها بال ، ولا ندري ما هو أصلها ، ولدينا اليوم المثل الشعبي المشهور ” الله يهني سعيد بسعيدة ” ، وجميعنا يذكر هذا المثل إلى أي زوجين مقبلين على الزواج أو من تزوجوا بالفعل ، ولكن هل أحد سأل نفسه يوما ما هو وراء قول هذه العبارة ، وما سر تسمية الزوج باسم سعيد والزوجة بسعيدة ؟ اليوم سوف تكون الإجابة لمن لا يعرف ، تابعونا خلال السطور التالية وسوف تجدون الإجابة الحقيقية عن أصل هذا المثل الشعبي الدارج .
سعيد وسعيدة الأصليين
منذ زمن بعيد كان هناك ملكا يحكم وله قوته وسلطانه وكان لديه طفل يدعى سعيد ووقتما شعر هذا الملك بأنه على مقربة من الموت ، طلب من أخيه أن يرعى له أبنه بعد وفاته وان يزوجه من يحب ولا يضغط عليه في أمر الزواج ، وبالفعل توفي الملك وترك ابنه إلى أخيه لكي يربيه ويحتضنه ، ومن هذا اليوم أصبح العم هو الأب والراعي لشؤون ابن الملك ، وكبر الصبي برعاية عمه إلى أن جاء عمه واقترح عليه الزواج من أبنته والتي كانت تدعى سعيدة ، والتي كانت تعشق سعيد ورأى أباها هذا في عينيها ولذلك أراد أن يفاتح سعيد بنفسه في أمر الزواج ، ولكن كانت المفاجأة أن الشاب سعيد لم يوافق عمه في طلبه وأفصح له أنه يتعامل مع سعيدة ابنة عمه كأخت له ، ولم يرتقي الأمر له أن تصبح له زوجة ، لم يعترض عمه على ما قرره الشاب وعرض عليه أن يختار من يشاء من الفتيات لكي يزوجها له ، وهذا من أجل أن يريح ضميره لما أوصاه به أخاه من قبل وهو أن يترك سعيد يتزوج من يريد .

سعيد يبحث عن زوجة
خرج سعيد هو وعمه واتجهوا لخطبة فتاة اختارها سعيد بنفسه ، جرت العادة آنذاك في البلدة التي يعيشون فيها أن يقوم العريس المتقدم للخطبة بضرورة تحريك صخر بمفرده كدليل على القوة من أجل قبول وإتمام الزيجة ، بالفعل تقدم سعيد لزحزحة الصخر من مكانه ولكنه لم يتمكن من تحريكه نظرا لجسده النحيل وقوته المحدودة التي اشتهر بها ، حدث حينها مالا يحمد عقباه فقد ظهرت ضحكات الحاضرين وسخرية الفتاة التي كان يريد سعيد الزواج منها ، وكان ذلك بمثابة سخرية كبرى حدثت لابن الملك المتقدم للزواج ، حزن سعيد من هذا الموقف وحاول عمه أن يخرجه من هذه الحالة النفسية السيئة التي عاش فيها بسبب هذا الموقف ، إلى أن اختار سعيد بيت أخر لكي يخطب إحدى فتياته ، وقد حدثت عنده شبه عقدة بسبب تحريك الصخرة كشرط لإتمام الزيجة ، فقد حاول جاهدا أن يزحزح الصخرة من أجل أن يتمم الزيجة هذه المرة ، ولكنه لم يستطع أيضا أن يحركها ونال ما ناله من السخرية حينذاك أيضا ، أصبح حديث البلدة كلها هو سعيد بن الملك الذي يريد أن يتزوج ولا يستطيع أن يحرك صخرا مثله كمثل باقي شباب البلدة ممن يرغبون في الزواج ، خاصة بعدما تعددت تجربة طلبه للزواج من كثير من الفتيات ولكن في كل مرة يعجز عن تحريك الصخرة ويتم رفضه .


زواج سعيد بسعيدة
لم يجد سعيد حين إذن سوى أن يراجع حساباته ويطلب الزواج من ابنة عمه سعيدة ، وقد تقدم فعليا لعمه طلبا في زواج ابنته سعيدة ، وعلى الرغم من أن عمه بالتأكيد موافق عليه زوجا لابنته وكذلك سعيدة ذاتها موافقة على ابن عمها سعيد زوجا لها ، إلا أن زحزحة الصخر مازالت كابوس أسودا لدى سعيد كونه شرطا أساسيا في قبول الزواج في تلك البلدة ، وقد أصبح بالفعل بالنسبة له حاجز نفسي كبير يصعب عليه عبوره بسهولة ، فجاءت لحظة الحسم حينما قام سعيد محاولا تحريك الصخرة و ولكن لم يتحرك معه أيضا ، فما وجد الحاضرون إلا بسعيدة نفسها تعاون سعيد في تحريك الصخرة ، رغبة منها في أن تنال وتتزوج من تحب وهو ابن عمها سعيد وبالفعل تحرك الصخر ، وحينها تأثر سعيد للغاية وشعر بأنه قد أخطأ للغاية حينما بحث عن قلب يحبه ولم يفطن إلى كل هذا القدر من الحب الذي يملئ قلب سعيدة له طوال السنين الماضية ، ومن هنا كانت العبارة المشهورة ” الله يهني سعيد بسعيدة ” وهي ما تعني التمني من قبل القائل إلى العروسين بحياة يملئها الحب والهناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق