الثلاثاء، 18 أبريل 2017

الفرزدق

هو همام بن غالب بن صعصعة، من بني دارم، لقبه،
 أي قطعة العجين أو الرغيف الضخم، لقب بذلك لضخامة وجهه وعبوسه.
ولد في البصرة سنة 641 م ونشأ فيها، وقد قال الشعر يافعا ومال إلى البذاءة والتهتك.
غضب عليه زياد بن أبيه والي البصرة،
فهرب لاجئا إلى المدينة، ولكن واليها مروان بن الحكم طرده منها.
عاش حياته متنقلا بين الأمراء والولاة، يمدح واحدهم ثم يهجوه ثم يمدحه.
 كان يتشيع في شعره، ولكن ذلك لم يمنعه من الاتصال بالأمويين ومدحهم.
التحم الهجاء بينه وبين جرير طيلة نصف قرن حتى وافته منيته سنة 732 م.
عمر نيفا وتسعين سنة قضى معظمها في الفسق والفجور فتكشفت له نواحي الحياة بحلوها ومرها،
 وأقبل على الدنيا يتمتع بملذاتها حتى في أواخر أيامه.
وإذا مرت به لمحات سريعة من الزهد فإنه لا يلبث أن يعود بعدها إلى غوايته، كما حصل له حين هجا إبليس.
هو واحد من ثلاثة قام على مناكبهم صرح الشعر العربي في عصر بني أمية. لم يدع فنا من فنون الشعر المعروفة إلا نظم فيه، غير أن الفخر كان أغلب ما وافق طبعه، يليه في ذلك فن الهجاء ثم المديح.
من شعر الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه
والبيت يعـرفه والحـل والحـرم
 
هذا ابن خيـرعباد الله كلهـم
هذا التقـي النقـي الطاهر العلم
 
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهلـه
بـجده أنبيـاء الله قـد ختمـوا
 
وليـس قـولك من هذابضائـره
العرب تعرف من أنكرت والعجـم
 
كلتـا يديه غيـاث عم نفعهمـا
يستوكفان ولا يعروهـما عـدم
 
سهل الخليقـة لا تخشى بـوادره
يزينه اثنان حسن الخلق والشيـم
 
حمـال أثقال أقوام إذاافتدحـوا
حلو الشمـائل تحلو عنده نعـم
 
ما قال لا قـط إلاّ في تشهـده
لولا التشهـد كانت لاءه نعـم
 
عم البرية بالإحسان فانقشعـت
عنهاالغياهب والإملاق والعـدم
 
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهـا
إلى مكـارم هذاينتهـي الكـرم
 
يغضي حيـاء ويغضى من مهابتـه
فمـا يكلـم إلاّ حيـن يبتسـم
 
بكفـه خـيزران ريحـه عبــق
من كف أروع في عرنينـه شـمم
 
يكـاد يـمسكه عرفان راحتـه
ركن الـحطيم إذا ما جاءيستلم
 
الله شـرفه قـدمـا وعظمــه
جـرى بذاك له في لوحـه القلـم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق