الاثنين، 17 أبريل 2017

جئت لأسرقه فسرقنى


ذكر أن لصاً تسور دار مالك بن دينار ، فلم يجد في الدار شيئاً يسرقه ،
فرآه و هو قائم يصلي فأوجز مالك في صلاته ، ثم التفت إلى اللص و سلم عليه ،
و قال : يا أخي .. تاب الله عليك دخلت بيتي فلم تجد ما تأخذه ،
و لا أدعك تخرج بغير فائدة !
و قام وأتاه بإناء فيه ماء وقال له: توضأ وصلِّ ركعتين، فإنك تخرج بخير مما جئت لأجله.
فقال اللص: نعم وكرامة، وقام فتوضأ وصلى ركعتين،
وقال: يا مالك، أيخف عليك أن أزيد ركعتين أخريين؟
قال مالك: زد ما قدر الله لك! فلم يزل يصلي إلى الصبح. فقال له مالك: انصرف راشداً.
فقال: يا سيدي، أيضرك أن أقيم عندك هذا اليوم؟
فإني قد نويت الصيام!
فقال له مالك: أقم ما شئت، فأقام عنده أياماً صائماً قائماً،
فلما أراد الانصراف قال اللص: يا مالك قد نويت التوبة،
فقال مالك: ذاك بيد الله عز وجل، فتاب اللص وحسنت توبته وخرج،
فلقيه بعض اللصوص وقد رأوا على وجهه الاستنارة والراحة،
فقالوا: نظنك قد وقعت على كنز؟
فقال: ما وقعت بكنز إنما وقعت بمالك ابن دينار جئت لأسرقه فسرقني،
وقد تبت إلى الله عز وجل، وها أنا ملازم الباب،
فلا أبرح حتى أنال ما ناله الأحباب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق