الخميس، 20 يوليو 2017

أيسر عبادة يقوم المسلم بها


أيسر عبادة يقوم المسلم بها ذكر الله ،
فعلينا أن نكثر من هذا الخير، فالذكر تجارة رابحة لا يعمر سوقها
 إلا المخلصون . وهذه مقالة عن الذكر : الأمر به، وبيان فضله ..
 
 الأمر به :
 أمرت النصوص بالإكثار من الذكر ..
قال تعالى :
 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً }
[ الأحزاب : 41- 42] .

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ  تَعَالَى عَنْهُمَا،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

( مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يجاهدَهُ،
 وَعَنِ اللَّيْلِ أَنْ يكابدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذَكَرَ اللَّهِ )
 [الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان].
 
 وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
 هذا العاجز بالذكر لأمرين :

الأول :
لئلا تكون صحيفة عمله خلواً من الخير والحسنات .

الثاني :
 ولأن من أكثر الذكر امتلأ قلبه بحب الله ، فأبغض الدنيا لذلك، وسهل
 عليه أن يفعل ما كان قد عجز عنه.
 
وثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ :

 ( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ،
 فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ،
قَالَ :«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ )
 [الترمذي] .
 
قال الوليد بن مسلم :
 قال محمد بن عجلان : سمعت عمر مولى غفرة يقول
إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملاً
أفضل ثوابًا من الذكر ، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون : ما كان شىء
أيسر علينا من الذكر
الوابل الصيب من كلم الطيب ( صـ 111
 
من مشكاة النبوة
روى ابن السني في "عمل اليوم والليل"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
 
( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم
 لم يذكروا الله عز وجل فيها  )
 
وذكر الله من ألذ العبادات و أقلها مشقة ،فالذاكر لا يتحمل من العناء سوى
تحريك الشفاه و إيقاظ القلب،  و الموفق من رزقه الله ذكره. و هيهات
هيهات بين ذاكر أيقظ فؤاده و تذوق  ملذة مناجاة ربه ،
و بين غافلٍ لا يعي ما يقول  .
 
فائدة عظيمة :
أنّ صَاحب القُرآن الذي يُكثر مِن تِلاوَة القُرآن قَلَّ أَن يَعرف الخَـوْف،
وَهذا مَعروف، وَقَلَّ أَن يَعرف الكَـذب، فإنّ صَاحبه يُسَدّد فِي لسَانه،
وَيُسدّد فِي قَوله وَبيَانه، وَيَحفظهُ الله جلّ وَعلا فَلا يَزل لهُ لسَـان،
 ثُم إذَا تَكلم أوْ ذَكر أوْ أَمَر أَوْ نَهى جعَل الله المحبّة في قَوله؛ لأنّ هَذا
اللسَان شَرّفهُ الله بِذكره، وَعَطرهُ الله عَز وَجل بِذكرهِ.ومَا وَجدنَا أهْل
القُرآن إلا وهُم أحسَن الناس مَنطقا،وَأحسَنهم كَلاما، وَأفصحهُم بَيانا؛
لأنّ القُرآن هذّبَ هَذا اللسَـان :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *
 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ }..

فَمَن قَال القَول السّديد أصلحَ الله أَعمَاله، وَوَالله لَن يكُون القَول سَديدا
إلا بكتَاب الله جَلّ وَعلا، فمَن كَان يُكثر مِن تِلاوة القُرآن فَحظّهُ مِن هَذه
الآيَة أعظَم الحَـظ، لأنّ الله يقُول:
 
{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق