الجمعة، 7 يوليو 2017

جئنا بك لتفرج عنه فزدته


بكى محمد بن المنكدر ليلة فكثر بكاؤه حتى فزع أهله ,

فأرسلوا إلى أبى حازم , فجاء إليه فقال: ما الذى أبكاك؟

قد رعت أهلك.

قال: مرت بى آية من كتاب الله عز وجل

{ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر(47),

فبكى أبو حازم معه ,

فقال أهله لأبى حازم جئنا بك لتفرج عنه فزدته.

قال يزيد بلان الكميت:

كان أبو حنيفة-رحمه الله- شديد الخوف من الله تعالى ,

فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة من العشاء الأخيرة

سورة { إِذَا زُلْزِلَتِ } وأبو حنيفة خلفه ,

فلما قضى الصلاة وخرج الناس , نظرت إلى أبى حنيفة وهو

جالس يتذكر ويتنفس , فقلت: أقوم , لا يستغل قلبى بى ,

فلما خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إلا زيت قليل ,

فجئت وقد طلع الفجر , وهو قائم , وقد أخذ بلحية نفسه ,

وهو يقول: يا يجزى بمثقال ذرة خير خيرا , ويا من يجزى بمثقال

ذرة شر شرا , أجر النعمان عبدك من النار,

ومما يقرب منها السوء , وأدخله فى سعة رحمتك.

قال: فأذنت , وإذا القنديل يزهر , وهو قائم ,

فلما دخلت قال لى: تريد أن تأخذ القنديل؟

قلت: قد أذنت لصلاة الغداة. فقال: اكتم على ما رأيت.

وركع ركعتين , وجلس حتى أقمت الصلاة , وصلى معنا الغداة

على وضوء أول الليل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق