الأحد، 29 أبريل 2018

مشكلة خطيبي النفسية (1)


أ. رضا الجنيدي

السؤال

♦ الملخص:
فتاةٌ تقدَّم رجلٌ لخِطبتها، لكنه أثناء التعارف طلَب منها طلبًا غريبًا،
وهو أنه بعد الزواج هي التي تتولَّى إصدارَ الأوامر، وهو مجرَّد مُنفذٍ
لكلِّ أوامرها؛ لذا شكَّتْ أنه مريضٌ نفسيًّا، وتَسأل عن حلٍّ يُساعده.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تقدَّم لخِطبتي رجلٌ مسلمٌ من دولة أجنبية، لكني أحسستُ أن لديه مشكلةً نفسية؛
ذلك أنه قد ذكَر لي ضرورةَ أن تَقبل المرأة التي سيتزوَّجها أن
تأمُره وهو يُنفِّذ أوامرَها، وطلَب مني ذلك، وألَحَّ في طلبه، لدرجة أنه
أدْرجَه وذكَره في بداية التعارف، وقد سأَلني: هل تَقبلين ذلك أو لا؟
وقد رأيتُ أن هذا الأمر لا ينبغي أن يُطرح أصلًا، خاصة في بداية
التعارف؛ لأنه بمنزلة شرطٍ للزواج، فكأنه يقول: إذا لم تَقبلي أن
تُعطيني الأوامر عندما نتزوَّج، فلن أتزوَّجك! لذا قلتُ في نفسي:
لعل به مشكلةً نفسيَّةً، أو شيئًا من هذا القبيل!

وسأَذكُر لكم - من باب إراحة الضمير - بعضَ الأحداث التي مرَّ بها،
لعلَّها تُفيد في تشخيص الحالة، وهي: موت والدته وعدم حضوره
دَفْنَها، وكذلك موت زوجته وهي حامل ولم يكُن بجانبها.
أرجو منكم إفادتي في تشخيص حالته النفسية، ومساعدتي
لأُساعده
وجزاكم الله خيرًا
الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخت الفاضلة، أهلًا بكِ معنا في شبكة الألوكة، وبارَك الله لك في عقلك،
وحِرصك على تحرِّي الأمر قبل الإقدام على أي خُطوة في حياتك القادمة.

بالنسبة إلى سؤالك، فواضحٌ جدًّا أن الشاب المتقدم إليك يعاني مشكلةً
نفسية، يَميل فيها إلى الشعور بأنه تحت سيطرة شخصٍ ما،
وأنه يتلقَّى الأوامر منه، وقد يكون هذا الاضطراب نوعًا من المازوخية، وقد
يكون أحد الاضطرابات الأخرى، ولكن بناءً على المعلومة القصيرة
التي ذكَرتِها، فأَنصَحُك بالحذر الشديد والتفكير كثيرًا قبل الإقدام
على قَبول هذا الرجل زوجًا؛ لأن المرأة منا تُحب أن تكون زوجةً
لرجلٍ متحمِّل للمسؤولية، قادرٍ على اتخاذ القرارات، يتعامل مع
زوجته باحترامٍ، وهي تعامله باحترام كذلك، أما أن يكون الرجل في
موضع الخاضع، ومُتلقِّيًا للأوامر، فهذا ما لا ترضاه الزوجة السَّويَّة.

الأصعب من ذلك عزيزتي أنَّ هذا الأمر قد يكون مصحوبًا ببعض
المشكلات الأخرى؛ كالانسحابية التي ظهَرتْ لديه في مواقفَ لا يُقبَل
منه فيها الانسحابُ؛ مثل: وقت وفاة أُمِّه، ووفاة زوجته، فهذه الأمور قد تَجُرَّ
عليك الكثيرَ مِن المتاعب التي لن تظهَر إلا بالتعامل المباشر معه،
والاحتكاك في مواقفِ الحياة المختلفة.

فأَنصحك بألا تَجعلي نفسَك عُرضةً لهذه المخاطرة الكبيرة، فاستقرارُك
أهمُّ من التعجل في الزواج، أو الزواج ثم الانفصال مجددًا.

أما بخصوص مساعدتك له، فأنصَحك بالاعتناء بنفسك والالتفات إليها،
وإن كان هناك مساعدة فيُمكن لوالدك أن يَنصَحَه بأن يَعرِضَ نفسه
على مختص نفسي؛ ليعالج قصوره النفسي.
بارَك الله فيكِ، ويسَّر أمرَك، ورزَقكِ الحكمةَ في اختيار قرارات حياتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق