الاثنين، 30 أبريل 2018

كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في دينه ؟


كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في دينه ؟
وإذا وقع فيها فماذا يتوجب عليه لدرء هذه الفتنة ؟ (2)


قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

المهم : أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من هذه الفتن التي
كقطع الليل المظلم ، يصبح الإنسان مؤمناً ويمسى كافراً - والعياذ بالله –
يومٌ واحدٌ يرتد عن الإسلام ، يخرج من الدَّين ، يصبح فيه مؤمناً
ويمسى كافراً - نسأل الله العافية - لماذا ؟ يبيع دينه بعرَض من الدنيا ،
ولا تظن أن العرَض من الدنيا هو المال ! كل متاع الدنيا عرَض ،
سواء مال ، أو جاه ، أو رئاسة ، أو نساء ، أو غير ذلك ،
كل ما في الدنيا من متاع : فإنه عرَض ،
كما قال تعالى :
{ تبتغون عرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة }
فما في الدنيا كله عرَض .

فهؤلاء الذين يُصبحون مؤمنين ويمسون كفاراً ، أو يمسون ويصبحون
كفاراً : كلهم يبيعون دينهم بعرَض من الدنيا .

نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن ، واستعيذوا دائما من الفتن .

شرح رياض الصالحين ( 2 / 20 ) .

وينظر في بيان ما يقوي إيمان المسلم :
جواب السؤال رقم ( 34171 ) .

3. ومنه : الدعاء ، وقد أرشدنا ربنا تعالى ،
وعلَّمَنا نبينا صلى الله عليه وسلم من جوامع دعائه ما ينفع من أراد
حماية دينه من الفتن ،
ومنه : قوله تعالى
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم }
في كل ركعة ، ومنه :
( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي
فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ... )
- رواه والترمذي ( 464 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 1425 ) –
وهو ما يقوله المسلم في قنوت الوتر ، وغير ذلك كثير ، مما فيه
الاستعانة بالله تعالى أن يهدي الداعي للدين القويم ، والصراط المستقيم ،
وأن يثبته عليهما ، وأن يدلَّه على خير طريق وأقصره مما يوصله
إلى رضوانه تعالى .

4. البُعد عن الرفقة السيئة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ ) .

رواه أبو داود ( 4833 ) والترمذي ( 2378 ) وحسَّنه .

قال الخطابي – رحمه الله - :

لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته ؛ فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه
ومذهبه ، فلا تُغَرِّرْ بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيّاً
في دينه ومذهبه .

" العزلة " ( ص 141 ) .

5. تعلم العلم الشرعي ، والرجوع إلى أهل العلم الثقات .

فمِن أعظم ما يرد به المسلم الفتنة في دينه عنه العلم الشرعي ،
ولذا كان الجاهل عرضة للفتنة في دينه ، فانظر من يطوف حول القبور ،
ومن يعتقد النفع والضر بالأموات ، فإنك إن تأملت حالهم رأيتهم من
الجهلاء ، ومن كان منهم على علم فهو ممن باع دينه ليأكل به
عرَضاً من الدنيا زائل .

ثالثاً:

ومن وقع في شيء من فتن الدِّين :

1. فليبادر إلى الخروج منها ، والانفكاك عنها بالكلية ، بالتوبة
النصوح إلى الله تعالى ، والندم على ما فرط في جنب الله ،
والعزم على ألا يعود إليها أبداً .

2. وليغيِّر بيئته إلى بيئة طاهرة نظيفة .

3. وليدعُ ربَّه تعالى – بصدق وإخلاص - أن يخلِّصه منها .

4. وليعقب بعدها بأعمال صالحة ، وليستكثر منها ما استطاع
إلى ذلك سبيلاً .

قال تعالى :
{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
سورة هود/114-115

5. ينبغي على المرء أن يكون على بينة من أمره ، بصيراً بعيبه ،
عارفا من أين أُتي ، وكيف تمكن الشيطان منه ؛ فإن كانت فتنته في
شهوة الفرج فليسع جاهداً إلى تحصين نفسه بالنكاح ؛ فإن عجز
فليستكثر من الصوم ؛ فإنه له وجاء ، كما أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم .

قال النووي رحمه الله :
( والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ، ويقطع شر المني ،
كما يفعله الوجاء ) .

وإن كانت الفتنة بغير ذلك من الشهوات أو الشبهات ، فليبادر بعلاجها
بنقيضها ، وفيما سبق من أسباب العصمة من الفتن ما ينبه على
ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
المصدر : الاسلام سؤال وجواب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق