الأربعاء، 2 مايو 2018

الغرق الجاف خطر يهدد حياة الأطفال

الغرق الجاف خطر يهدد حياة الأطفال أثناء
السباحة في أحواض المنازل


يهدد الغرق الجاف حياة الكثير من الأطفال وليس وهم يمارسون السباحة
في البحر أو المسابح، ولكن من خلال حمام الاستحمام المنزلي، خاصة
في الأحواض الممتلئة بالماء، إذ ترتفع احتمالات تعرض الصغار لنوع
من الغرق يسمى الغرق الجاف ولا يستطيع الغريق منع نفسه من
التنفس داخل الماء، ويبدأ حينها التنفس ما ينتج عنه وصول الماء
إلى البلعوم وجهاز التنفس العلوي، في وقت كشف فيه استشاري
أمراض الصدر واضطرابات النوم عن أن الغرق يعد السبب الثاني
للوفيات الناتجة عن الحوادث بعد حوادث السيارات في أكثر دول
العالم، مبينا من واقع تجربته أن حالات الغرق لدى الأطفال في
السعودية تزداد بنسبة كبيرة في الصيف.

وقال لـ الاقتصادية البرفيسور أحمد سالم باهمام أستاذ كلية الطب في
جامعة الملك سعود واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم
ومدير مركز تشخيص وعلاج اضطرابات النوم في مستشفى الملك
خالد الجامعي، إن الغرق أنواع عدة منها الغرق الجاف الذي ينتج
عن وصول الماء إلى البلعوم وجهاز التنفس العلوي، ويسبب تشنج
وانغلاق البلعوم لحماية الرئتين من وصول الماء وحينها قد يبلع الغريق
كميات من الماء تصل إلى المعدة، إذ يستمر انغلاق البلعوم بصورة
مستمرة لمنع وصول الماء إلى الرئتين عند 10-15 في المائة من
الغرقى.
#2# وبين أن الغرق الجاف يحدث حينما يكون الغريق تحت
الماء، حيث يحاول حفظ الهواء داخل رئتيه ومنع وصول الماء،
لذلك يتوقف عن التنفس تماما ويقاوم رغبة الجسم في التنفس،
في الوقت الذي يصاب فيه الغريق بحالة من الهلع والخوف، ما يسبب
الكثير من الحركات السريعة وهذا بدوره يزيد من استهلاك الجسم
للأكسجين وبسبب توقف الغريق عن التنفس يزداد ثاني أكسيد الكربون
في الدم وينقص الأكسجين، حيث لا يستطيع الغريق منع نفسه من
التنفس وحينها يبدأ التنفس، ما ينتج عنه وصول الماء إلى البلعوم
وجهاز التنفس العلوي.

ولخص باهمام أسباب الغرق في:
ضعف المراقبة من الوالدين، وعدم وجود حراس الإنقاذ في أماكن
السباحة العامة، مشددا في الوقت ذاته على أن غرق الأطفال لا يحدث
فقط في المسابح أو البحر، ولكن هناك حالات كثيرة من الغرق حدثت
في حوض الاستحمام المنزلي أو أحواض الاستحمام الصغيرة الخاصة
بالأطفال، فالماء المرتفع لعدة سنتيمترات قد يسبب الغرق لطفل رضيع في حال
لو وقع على وجهه ولم يستطع الاستدارة. وأوضح باهمام، أن التغيرات
الفيزيولوجية التي تحدث في الجسم تختلف نسبيا عند الغرق في ماء
عذب مقارنة بالغرق في ماء مالح، لافتا إلى أنه في حال وصول الغريق
إلى حالة الغيبوبة بسبب نقص الأكسجين الواصل إلى المخ، فإن البلعوم
ينفتح ويدخل الماء الرئتين، حيث يعرف هذا النوع من الغرق بالرطب.

وأكد البروفيسور باهمام، أن معلومات أنواع الغرق تفيد إخصائي الطب
الشرعي في التحقيقات الجنائية، حيث إن وجود ماء في رئة الغريق
يدل على أنه كان حيا وقت وجوده في الماء أما غياب الماء من
الرئتين فقد يكون له سببان أحدهما الغرق الجاف،
أما السبب الثاني فهو وضع الجسم في الماء بعد الوفاة.
وأضاف: استمرار نقص الأكسجين يؤدي خلال 2-10 دقائق إلى
توقف كامل للقلب وهذا بدوره يسبب انقطاع وصول الأكسجين إلى
المخ ما يعرض المخ إلى الوفاة والتي تحدث في العادة بعد ست
دقائق من توقف القلب.
وعن آلية إسعاف الغريق أوضح باهمام، أن إسعاف الغريق يبدأ
بانتشاله من الماء، فإذ كان الغريق واعيا، يتم التواصل معه وتهدئته
ويتم استدعاء الخدمة الطبية الإسعافية بسرعة لتقيم حالة الغريق
والحاجة لنقله إلى المستشفى.

أما إذا كان الغريق غائبا عن الوعي ولا يتنفس فلا بد من بدء الإنعاش
القلبي التنفسي من قبل شخص لديه تدريب في الإنعاش القلبي الأولي
حسب ما توصي به الجمعية الأمريكية والجمعية السعودية للقلب،
ويتم الإنعاش بنفس الطريقة التي تجرى في حالات توقف القلب الأخرى.
وصحح البرفيسور، المفاهيم الخاطئة عن عامة الناس بنكس الغريق
وبالذات الأطفال على رؤوسهم يؤدي إلى سرعة خروج الماء من
الرئتين ومن ثم إنقاذهم وشفائهم،
إذ قال هذا اعتقاد خاطئ لأنه لا يحل المشكلة الأساسية وهي توقف
التنفس والقلب ويؤدي إلى تأخير بدء الإسعافات الأولية ومن ثم
يزيد من احتمال موت خلايا الدماغ. كما أن محاولة شفط الماء من
المعدة لا يفيد في العادة وقد يتسبب في استفراغ الغريق واستنشاق
محتوى المعدة إلى الرئتين وهذا يزيد التهاب الرئة ويسبب نقص الأكسجين.

فهيد الغيثي من الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق