الثلاثاء، 1 مايو 2018

هل أقبله زوجا ؟


أ. لولوة السجا

السؤال

♦ الملخص:
فتاة في نهاية العشرينيات من عمرها، تعمل أستاذة جامعية، تقدم
طالب في الجامعة في السنة النهائية للزواج منها، والفتاة متحيرة
ولا تستطيع أن تأخذ قرارًا.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في نهاية العشرينيات من عمري، أعمل أستاذة جامعية، تقدم لي
أحد طلابي في الجامعة في السنة الأخيرة، وبالطبع رفضتُه، ثم أعاد
الطلب أكثر من مرة، وفي كل مرةٍ يتقدَّم فيها ألمس صدقه، حتى بدأتُ
أشعر ناحيته بشيء من العاطفة وتحركتْ إليه مشاعري، ولم أخبره
بذلك وأصررتُ على رفضي.

الشاب - بالرغم مِن صغر سنِّه - تظهر عليه الرزانة والعقل والحكمة،
ومِن عائلة محترمة، ومستواه المادي جيد، وله بيت خاص، ومما
زاد إعجابي به قوه علاقته بالله، وحفظه للقرآن، ومداومته على الصلاة.

كل مرة يفتح الموضوع أرفض، وأُحاول أن أقنعَه بأني لا أناسبه
وأن فارق السن كبير، وأني لا أفكِّر فيه إلا كأخٍ صغير لي!

المشكلةُ أنه لم يملَّ، وما زال منتظرًا ردًّا مني، وأنا لم أصل بعدُ
إلى قرار نهائي.
صليتُ صلاة الاستخارة وأيضًا متحيرة، وسبب حيرتي ليست بسبب
العمر فقط، بل لأن من حولي لن يتقبلوا الأمر؛ أهلي، صديقاتي، طلابي،
أساتذتي.
لم أفتح الموضوع مع أهلي لأني لم أفكر فيه بجدية إلى الآن.
فأشيروا عليَّ بارك الله فيكم
الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه
ومَن والاه، أما بعدُ:
فتوكَّلي على اللهِ، واعزمي أمرَك، فلقد توافرتْ فيه الشروط، بل زادتْ،
وفارِقُ السنِّ ليس له أثرٌ، وليس دليلَ عقل وحكمة، كما أنه ليس مهمًّا،
ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوةٌ حسنة في زواجه من
خديجة رضي الله عنها، ذلك الزواج الذي يشهد التاريخُ بنجاحِه وتميُّزه.

أمَّا خوفك ممن حولك، فأظنُّ أن الأمر يَخُصك أنت، وهم لا يملكون لك
شيئًا؛ لا نفعًا ولا ضرًّا، ثم إن المسألةَ مسألة زواج، وليستْ شيئًا آخر يخجل منه.

كما أُحب أن أذكُر لك أن هناك من تزوجوا من أزواج يكبرونهم بسنين،
ومع ذلك وجدوا منهم تعاملًا لا يتناسب مع أعمارهم، فهل كان للسنِّ
أثرٌ في حسن التعامل والعقلانية؟ فكم مِن كبير في السن، صغير في الفَهم والعكس!

بادِري ولا تبالي، كما أنَّ الفرصة قد لا تتحيَّن لك مرةً أخرى إلا أنْ
يشاء الله.
وأُحبُّ أن أذكِّرك بمسألة مهمة في نهاية الاستشارة وهي:
أني لمستُ مِن خلال كلامك أن هناك تواصلًا بينك وبينه، وأنت تعلمين
أن ذلك أمر لا يرضاه الله.
وفقك الله لهداه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق