الجمعة، 12 أكتوبر 2018

مشكلتي مع أختي (1)



أ. عائشة الحكمي

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أعاني أنا وأفراد عائلتي من التعامُل مع أختي الكبرى، وهي
غير متزوِّجة، كانت تعمل لمدَّةٍ، وفي كل مرة تجد صعوبة في التعامل مع
الموظفين؛ مما يتسبَّب في تَرْكها للعمل، وهي أيضًا دائمة القلق والخوف
من الناس، وتُسيء الظنَّ حتى بأفراد عائلتها، وليس لَدَيها أيُّ أصدقاء
أو نشاطات اجتماعيَّة، وتَهتم بالنظافة والترتيب لدرجة مُزعجة،
بحيث إنها لا تريد أحدًا أن يدخل أيَّ مكان يَخصها أو يَلمس أشياءَها،
وتكون ردَّة فِعلها عنيفة لأَيْسَر الأمور.
هي ترفض الذهاب إلى الطبيب، ولكن قُمت باستشارة طبيبٍ فشخَّص
حالتها بـ(برانويا الاضطهاد)، وتحتاج إلى علاج، وهذا أمر يَصعب علينا
إجبارها عليه، تطوَّرت الحالة إلى العنف بعد أن تمَّت خِطبتي، وزواج أخي؛
حيث أصبَحت تعتبرنا من ألَدِّ أعدائها، وتَعتدي عليّ بالضَّرْب كلما أحسَّت بأنني
أتَجاهلها، وهذا ما أستطيع فِعْله أمام محاولاتها استفزازي.
أريد أن أعرف طريقة للتعامل معها، أو كيف يمكن إقناعها بزيارة
الطبيب والتقليل من حالة العُنف لَدَيها، ومساعدتها للخروج من
هذا الوضع؟

الجواب

بسم الله المُلهم للصواب
وهو المستعان

أيتها العزيزة، ثَمَّة فروقٌ اصطلاحيَّة دقيقة في موضوع البارانويا Paranoia
يجب الوقوف عليها؛ للتمييز بين مدلولاتها في الطب النفسي:
أولاً:
اضطراب الشخصية الهذيانيَّة (الزورانية) Paranoid Personality Disorder:
يعتمد تشخيص اضطراب الشخصية الهذيانية على توافر أربع سمات
فأكثر من السمات الرئيسة التالية:
1- المَيْل إلى إدانة كل الأفكار والآراء والتصرُّفات والملاحظات، مع
الاعتقاد الراسخ بأن الآخرين يريدون استغلاله أو خداعه، أو إلحاق
الأذى به.
2- لا يَثِق بإخلاص مَن يتعامل معه، أو أمانته أو استقامته.
3- الخوف غير المسوغ من أنَّ المعلومات التي سيُدلي بها عن نفسه ستُستخدم ضدَّه.
4- الميل إلى تفسير سلوك الآخرين أو ملاحظاتهم البريئة له بأنَّ المراد منها:
التحقير والتصغير.
5- غير متسامح، أسود الكبد، لا يَصْفَح عن الإهانات أو الانتقاصات
المتعمَّدة وغير المتعمَّدة.
6- سريع الاستجابة في الغضب أو الهجوم المضاد بشكل متطرِّف
ضدَّ أيِّ فعلٍ، مع الافتقار إلى رُوح الدعابة ورِقَّة المشاعر.
7- تَحتكُّ في صَدْره الشكوك المتكررة في شَريك الحياة من أنه؛
إمَّا يَخونه جسميًّا، أو عاطفيًّا.

المضاعفات المحتملة:
1- صعوبة الاندماج في الجماعات؛ مما يؤدي به إلى العُزلة الاجتماعيَّة.
2- احتمالات التعامل مع الآخرين بالعُنف.

ثانيًا
: الفصام الاضطهادي Paranoid Schizophrenia:
نوع فرعي من الفصام يتميَّز بكثرة الهلاوس السمعيَّة والبصريَّة،
وضلالات الاضطهاد، وقد أوْضَحت طريقة التعامل مع هذا النوع
في استشارة (كيف أتعامل مع أمي؟).

ثالثًا:
الأوهام الاضطهادية Persecutory Delusions:
نوع فرعي من الاضطرابات التوهُّميَّة Delusional Disorder،
يحدث غالبًا في منتصف العمر، يموج ببحره التوهُّم ويَزخَر من أنَّ
هناك مَن يراقب المريض، ويَحيك ضده الدسائس، ويُسَبِّب له الأذى،
وقد يشكو المريض جيرانه أو زُملاءَه إلى دائرة الشرطة.
والظاهر أنَّ ما تعاني منه أُختك هو النوع الأوَّل المتعلِّق باضطراب
الشخصية الهذياني.
منقول للفائدة - يتبع غداً إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق