الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

عندما تكونين ضيفة


التزاور، واللقاءات العائلية، وغير العائلية لها دور كبير في خلق حالة
من الود، والتراحم، والألفة بين الناس، وذلك إذا كانت مبنية على الحب
في الله، وبعيدة عما حرم سبحانه، ولها أهداف نبيلة، سامية، ومعانٍ
راقية، وآثار إيجابية على الضيوف، ومن يستضيفونهم..

أما إذا كانت الزيارة مفاجئة، وغير مجهز لها من قبل، ولم يخطر قبلها
الزائر أو الزائرة أهل البيت بموعد الزيارة؛ سيسبب ذلك إرباكا، وتوترا،
وضيقا في نفوس المستضيفين الذين ربما يكونون مشغولين، أو مرضى،
أو لديهم ظروف تمنعهم من استقبال أحد في هذا الوقت، والذين يضطرون
آسفين إلى تعطيل أنفسهم، وإلغاء مواعيد قد تكون أكثر أهمية؛
حتى لا يحرجوا الضيف أو الضيفة..

المؤسف والمثير للتعجب في الوقت نفسه أن من النساء اللائي يكن
ضيفات على بعض معارفهن من الأقربين، أو الأبعدين من تكون زيارتهن
ثقيلة، ومرهقة لأصحاب البيت – خاصة لو طال مكثهن، وكثر كلامهن،
وأسئلتهن الفضولية، ونقدهن لبعض ما يرونه داخل البيت من تصرفات،
أو أشياء لا يرغبونها..

وأسوأ منهن هي تلك التي تفشي أسرار البيت الذي زارت أهله، وتحكي
تفاصيل ما رأت، وتنقل كلاما لا يجوز نقله، وقد توشي، وتتسبب في
حدوث فتنة، ووقيعة بين أطراف عدة من الممكن أن يقاطعوا، أو يخسروا
بعضهم البعض أبد الدهر بسبب سوء فعال، وأقوال من كانت ضيفة
لبضع ساعات فقط!..

لذا، ينبغي لكل من تريد أن تحل ضيفة على إحدى قريباتها، أو صديقاتها
أن تستأذن قبل مجيئها بمدة؛ كي تعطي لأهل البيت الذي ستزوره فرصة
لترتيب أمورهم، وإنهاء أعمالهم؛ للتفرغ لاستضافتها، والجلوس،
والتسامر معها بشكل لا يؤثر سلبا على من في البيت..

قال تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ
حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا }
النور: 27

ويجدر بها أن تعلم أن للبيوت أسرارًا، وأن ليس كل ما يُعرَف يقال،
فلا يجوز البتة إفشاء أسرار الآخرين، وتشويههم في عيون الناس،
كما أنه لا يصح للضيفة أن تتدخل فيما لا يعنيها، أو ترهق من
يستضيفونها بوابل من الأسئلة عن أشياء خاصة، أو عامة،
حتى لا تثقل عليهم، أو تدفعهم إلى الكذب، وغير ذلك..
قال – جل شأنه:

{ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
ق:18

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه
– أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ).
رواه الترمذي، وغيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق