الخميس، 11 أكتوبر 2018

تحكم عمي في حياتنا (2)


ومن علامات أو أعراض هذا الاضطراب:

1- شكوك مستمرة دون مسوِّغ.
2- مولَع بالجدل وإثبات صحة ما يدَّعي؛
وبَقِي يحادثني طيلة الليل إلى أذان الفجر؛ حتى يُقنعني.
3- الشعور بالعظمة؛ اشتاقَ لمطعمه وهو من أَرْقى المطاعم في البلد! .
4- العناد والتحكُّم فيمَن حوله؛ خشية أن يتحكَّموا فيه؛ منَعنا من زيارة الأقارب ،
منَع أُختي من إكمال دراستها ، منعني من حِفظ القرآن في
المعهد .
5- لا يَثِق فيمَن حوله ولو كانوا من أقرب الناس؛ سجَّل السيارة باسمه،
بدلاً من اسم أخيه الذي سيعمل عليها .
6- ردود أفعاله عدوانيَّة، ولَدَيه شعور بالغَيْرة؛
يسعى لتطليق والدتك، وما زال يحاول .
قد تَعجِزين عن تقديم المعونة له، أو مساعدته على تجاوز هذا الاضطراب
والتغلب عليه، فبكل أسف تَبقى حالته مستعصية وغير قابلة للاستجابة
السريعة، وأنتِ كابنة أخٍ لن يكون في مقدوركِ مساعدته على الشفاء،
وتبقى محاولاتكِ للتغلُّب على ما يُسَبِّبه من أضرار والوقوف أمامه بأدبٍ،
وقد حيَّرني وأدْهَشني رَدَّة فِعْل والدكِ - حَفِظه الله - لماذا يُعامله بهذه
الصورة التي أراها أقرب للسلبيَّة؟!
ربما ساعَد الفارق العمري الكبير بينهما على أن يرقَّ له الوالد،
ويستجيبَ لكلِّ ما يطلب، لكنَّ حبَّنا للآخرين وإخلاصنا للمقرَّبين،
لا يعني أن نُقِرَّهم على أخطائهم؛ خوفًا من رَدَّة فِعلهم، أو حتى شفقة بهم.
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
( انْصُر أخاك ظالِمًا أو مظلومًا )،
فقال رجل: يا رسول الله، أنْصُره إذا كان مظلومًا،
أفرأيتَ إذا كان ظالِمًا، كيف أنصره؟ قال:
( تَحجِزه أو تَمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نَصْره )؛
رواه البخاري.
فهذا من حقِّ عمِّكِ عليكم؛ أن تَمنعوه من الظلم، وأن تَحولوا بينه
وبين تلك الأفعال السيِّئة، وأن تُبَيِّنوا له ما هو عليه من خطر عظيمٍ.
أنصحكِ أن تُحادثي والدكِ بكل صراحة ووضوح، حول خطر عمِّكم عليكم،
وأنه ليس من البر ولا الإنصاف تَرْكُه يصول ويجول،
يقرِّر مصاير الناس، ويُحَدِّد ما يَصلُح لهم وما لا يَصْلُح!
قفي وقفة حقٍّ وأعْلِني بكلِّ جُرأة: لن أتزوَّج ابنه، وليَكُن ما يكون!
تارك الصلاة والصيام، لا يجوز الزواج منه، ولا يَصِحُّ عَقْدُ نِكاحه!
وإن أصرَّ الوالد على صلاة الاستخارة، فلن يصرَّ على زواجكِ،
ولن يجبركِ عليه، فلا تتوانَي عن أخْذ حقٍّ شرَعه الله لكِ.
ذكِّري نفسكِ أنَّكِ قويَّة، ولا داعي أبدًا لاستشعار الخوف أو الاكتئاب
بما حولكِ من أحداث، بل اجعلي منها دافعًا ومُعينًا لمواجهة كلِّ مِحنة،
وللتدرُّب على حُسْن التصرُّف وقْتَ الأزمات.
لماذا نستشعر الضَّعف ونحن الأقوى؟! لماذا نَخشى الناس
واليقين يملأ قلوبنا؛ أنَّا على صواب وهم على خطأ؟!
آنَ لنا أن نقول بكل حرية: لا، آن لنا أن نُعلن كاملَ أحقيَّتنا في الدفاع
عن مطالبنا، وتحقيق مآربنا!
ليس لوالدكِ إجباركِ على الزواج من صاحب الخُلق والدين، فكيف
لغيره أن يُجبركِ على مَن لا خُلقَ له ولا دين؟!
{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
[آل عمران: 139].
فلن يقدر عمُّكِ أو جدتكِ أو كلُّ أهلكِ على تحديد مصيركِ، الذي كتبَه الله
لكِ قبل أن تولدي؛ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنتُ خَلف
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا، فقال:
( يا غلام، إني أُعَلِّمك كلمات: احْفَظ الله يَحفظك، احفظ الله تَجِده تُجاهك،
إذا سَأَلت فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنت فاستعنْ بالله، واعْلَم أنَّ الأمة لو
اجْتَمَعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لَم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتَبه الله لك،
ولو اجْتَمَعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ، لَم يضروك إلاَّ بشيء
قد كتَبه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجَفَّت الصحف )؛
رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني.

أخيرًا:
إذا تَمَّ كسْرُ البيضة بواسطَة قوَّة خارجيَّة، فإنَّ حياتها قد انتَهَت،
وإذا تَمَّ كَسْرُها بواسطة قوَّة داخلية، فإنَّ هناك حياةً قد بدأَت.

ملأَ الله حياتكِ بالمسرَّات، ووقاكِ شرَّ كلِّ ذي شرٍّ، وحَفِظكِ من كلِّ سوء،
ونَسْعد بالتواصُل معكِ في كلِّ وقتٍ، فلا تتردَّدي في مُراسلتنا.

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق