الاثنين، 5 نوفمبر 2018

حتى تُقبل الصدقات


حتى تُقبل الصدقات


الصدقة باب عظيم للقرب من الله تعالى، والتخلص من شح النفس
وزكيتها، ومباركة المال، وسلامة المجتمع، والتراحم بين الناس.

وتلك بعض النقاط التي يجب الالتفات إليها
وتذكرها لقبول الصدقة وحفظها:
1ـ مجاهدة النفس ليكون مرادها الإخلاص، فالأعمال الصالحة صغيرها
وكبيرها مدار قبولها إخلاص النية لله وحده، قال تعالى:

{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ}
البقرة: 265.

وقال صلى الله عليه وسلم:

( إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ).
متفق عليه

فلنتذوق طعم القرب من الله بالإنفاق ابتغاء وجهه سبحانه؛
فإن الصدقة تقع في يد الله عزوجل قبل أن تقع في يد الفقير.

2 ـ المال مال الله، وهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر،
ونحن مستخلفين فيه قال تعالى:

{ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}
الحديد: 7،

فسبحانه رزقنا وطلب إقراضنا منه له وضاعف لنا الأجر الجزيل.

3ـ الحرص على الإنفاق في السراء والضراء سرا وعلانية؛ فالصدقة
هي البرهان الذي يؤكد الإيمان ويكون دليلا عليه، فمجاهدة النفس لبذل
المال المحبب لها، والذي هو نتاج بذل الجهد والوقت والطاقة والخبرة
برهان على اليقين بأن ما عند الله خير وأبقى

{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
سبأ: 39.

4ـ عظم أجر الصدقة عند الله ومضاعفاتها أضعافا كثيرة، وبالصدقة يُرد
البأس، وتُدفع مصارع السوء، ولا يستطيع البلاء تخطيها، وتمحو
السيئات ويعالج المرضى، قال صلى الله عليه وسلم:

( داووا مرضاكم بالصدقة )
حسنه الألباني.،

فالصدقة تجلب الرزق، وتُطفيء غضب الرب،
وتبارك المال وصاحبه،

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}
التوبة: 103.

5ـ إنفاق الأموال وإخراج الصدقات كفيل بتآلف المجتمع المسلم وتعاونه،
ونزع فتيل الحقد والحسد من قلب الفقير، والتعايش للجميع في ظل التكافل
الاجتماعي، قال تعالى:

{كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}
الحشر: 7

أي: حتى لا يكون المال متداولاً بين الكبار القادرين فقط.

تنبيهات عند إخراج الصدقات:
1ـ لابد من أن يكون مال المسلم حلالًا، وأن يحرص
على أن تكون الصدقة من طيبات الكسب، ومما هو محبب
إليها لينال البر.

2ـ السعي وبذل الجهد حتى تصل الصدقة لمستحقيها، فكم من الفقراء
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا، والبحث
عن الفقراء الذين أحصروا في سبيل الله من مظلوم في حبس وغريب
ضاعت به السبل، وعدم رد السائل مع المقدرة، وعند عدم القدرة يكون
الرد بالقول الطيب الميسور ابتغاء رحمة من الله.

3ـ اجتناب الرياء والسمعة والضجيج والتألق ونظر الناس، فدرهم يُنفق
في إخلاص خير من مئة ألف درهم يُنفق في رياء، فليعطي المتصدق
لوجه الله، لا يريد من الناس جزاءً ولا شكورًا،
وليستعذ من وسوسة الشيطان وتخويفه من الفقر،
وليتصدق من دون أن تعلم شماله ما أنفقت
يمينه فهذا الإنفاق يلقم الشيطان حجرا فيسكته.

4ـ الحذر من المن والأذى قال تعالى:

{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}
البقرة : 263

فالحذر الحذر من إبطال الصدقة بعد إنفاقها، وتتبع المتصدق عليهم
ومتابعتهم في كيفية إنفاقها، أو التحكم فيهم، والمنّ عليهم بها.

5ـ المسارعة في الإنفاق، وعدم التسويف والتباطؤ، وعدم انتظار وفرة
المال، ولينفق مما قل منه أو كثر، ولو بشق تمرة، وليُعلم أن درهم ينفقه
المتصدق من ماله في حياته خير من مئة ألف درهم ينفق من ماله بعد
مماته قال تعالى

{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ
فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
المنافقون: 10.

فلنسارع في الإنفاق واغتنام الأيام
، وليحرص من له مال أن تكون له صدقة جارية
حتى لا ينقطع عمله بعد موته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق