الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

صنع الولائم لأهل الميت


صنع الولائم لأهل الميت

السؤال
اعتاد الناس لدينا حين وفاة أحد أفراد القبيلة (وهذا طبعًا في كثير
من المجتمعات القبلية) أن يشاركوا في دفن ميتهم بعد الصلاة عليه ،
ثم يقومون بذبح بعض الذبائح لأهل الميت وفي منزلهم ليشاركوا أهل
الميت في أتراحهم وتناول الطعام معهم في اليوم الأول إما الغداء
أو العشاء أو بهما معًا ، ثم يقوم الأقرباء وذوي النسب للميت
(من خارج عائلة الميت) في الأيام التالية بإقامة الولائم المتتالية يوميًا ،
وقد تستمر أكثر من شهر كل يوم يقوم بها عائلة تختلف عن الأخرى ،
وهذه العادة رغم ما ترمي إليه من توثيق أواصر المحبة والتآلف بين
الناس ، إلا أن لها سلبيات كثيرة منها عدم قدرة البعض على مجاراة
الآخرين في إقامة تلك الولائم لأهل الميت ويضطرون إلى الاستدانة ،
إضافة إلى ما تشكله الولائم المتكررة لأهل الميت من إزعاج يومي وإهدار
للنعمة ورميها في أماكن النفايات أحيانًا ، السؤال يا سماحة المفتي
يتكون من شقين :

السؤال الأول : هل يجوز مشاركة أهل الميت
في اليوم الأول بإحضار الطعام لهم ومشاركتهم ؟

السؤال الثاني : ما حكم الذبائح أو العزائم لأهل البيت في الأيام اللاحقة
من أقارب أهل الميت وذوي النسب والتي قد تمتد أيامًا طويلة .
أرجو من سماحتكم إجابتي على هذه الفتوى مع نشر الإجابة ليتعظ بها
الناس ، وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير والصلاح وجزاكم الله خيرًا .

الإجابة
تعزية أهل الميت أمر مشروع ، وقد فعل ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم
- حينما عزى ابنته في ولدها ، والتعزية تكون في أي مكان لقي فيه
المسلم أخاه ، فيعزي المسلم أهل المصاب في أي مكان قابلهم فيه ،
سواء في المسجد عند الصلاة على الجنازة أو في المقبرة أو في الشارع
أو السوق أو في منزلهم أو يتصل بهم بالهاتف ، ولا يشرع نصب
الخيام وإقامة السرادقات وإضاءة الأنوار وإحضار المقرئين كما يفعله
البعض في هذه الأيام ، ويشرع صنع الطعام لأهل الميت بالقدر الذي تدعو
إليه الحاجة من غير إسراف ، وذلك أنهم مشغولون بمصيبتهم ، وقد دل
على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام حينما بلغه خبر استشهاد ابن عمه
جعفر بن أبي طالب :

( اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم ) .

وأما إقامة الولائم وذبح الذبائح أيامًا كثيرة والاجتماع لتناول تلك الأطعمة
على الوجه الذي ذكره السائل فهو أمر غير جائز ، ويتعين إنكاره على
من يفعله وعدم الاشتراك فيه بوجه من الوجوه .



و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق