الأحد، 4 نوفمبر 2018

صندوق الإقراض الخيري


صندوق الإقراض الخيري

السؤال
أرغب أنا وبعض الإخوة الكرام ممن عرفوا بالخير والصلاح ، إقامة
مشروع خيري يسمى (صندوق الإقراض الخيري) ، يهدف هذا المشروع
إلى جمع الصدقات من المحسنين ووضعها في الصندوق ثم إقراضها
للمحتاجين من أبناء الأسر الفقيرة والشباب الذين لم تتوفر لهم فرص
العمل الوظيفي وتفريج كرب المعسرين وسد حاجة أولياء الأسر الفقيرة
وتوفير المستلزمات الضرورية مثل : (العمل والسيارة وأجار البيت
والأثاث) وكذلك تأهيل بعض شباب الأسر المحتاجة للعمل إعفافًا لهم
من التسول ، وإبعادهم عن القروض المحرمة والقروض الربوية
وتجنيبهم طرق الكسب المحرمة ، وبعد ما يحصل المحتاج على القرض
الذي يقضي حاجته يقوم بتسديده على أقساط ميسرة تتناسب مع دخله
والمال الذي يتوفر في الصندوق يتم إقراضه بصورة مكررة على
المحتاجين حيث تتنقل القروض من أشخاص إلى آخرين وهكذا ...
آمل منكم إبداء رأيكم في المشروع الخيري ، وهل تعتبر المساهمة
في تمويل هذا الصندوق صدقة جارية لصاحبها ، مع العلم أنه سوف يتم
اقتطاع مبالغ من الأموال التي تتوفر في الصندوق ووضعها مشاريع
استثمارية يعود ريعها للصندوق تعزيزًا لدخله وتوسيعًا لنفعه
واستمرارًا لعطائه .

الإجابة
وبعد دراسة اللجنة ما تضمنه خطاب السائل من وصف لما يقوم به
الصندوق المسئول عنه أجابت بأن وضع المال في هذا الصندوق يعتبر
نوعًا من أنواع الصدقة الجارية ؛ لأن هذا المال يستمر الانتفاع به حيث
يقرض لشخص بعد شخص فأشبه الوقف المنتفع به مع بقاء عينه ،
وقد صرح بصحة وقف النقود جمع من العلماء وهو رواية عن الإمام
أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولكن يشترط ألا يكون ذلك المال
الذي سيجعل في الصندوق من الزكاة ؛ لأن الزكاة يتعين صرفها
في مصارفها المنصوص عليها في قوله - عز وجل - :

{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ }

وليس الصندوق المسؤول عنه من تلكم المصارف الواردة في الآية .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق