الأربعاء، 20 فبراير 2019

الناس ينفرون مني لضعف شخصيتي


الناس ينفرون مني لضعف شخصيتي
أ. أسماء مصطفى
السؤال
أنا فتاة ذات شخصية مُضطربة، أتأثر بكلام الناس جدًّا؛
فإذا قال أحدُهم: لستِ جميلة، فإني أصدِّقه،
كما أني لست مِن المرغوب فيهن لدى صديقاتي،
وكذلك بعض الأقارب.
لا أدري ما سببُ نفور الناس مني؟
هل بسبب شخصيتي؟ أو بسبب عدم اهتمامي بمظهري؟

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الحبيبة، أهلًا ومرحبًا بكِ ويسعدنا التواصُل معكِ في أي وقتٍ.
مما لفتَ نظري أنكِ عبَّرتِ - وبكل صراحةٍ - عن نفسكِ،
وذكرتِ وبدقةٍ مشاعرَكِ التي تشعرين بها،
وهذا يدلُّ على حبِّكِ للوضوح وللصراحة، وطيبة النفس، وحماسكِ لتغيير
نفسكِ للأفضل، وهذا أكبر إيجابية لمحتُها في كلامكِ،
وهذا ما يجعل تغييرَكِ لبعض النقاط أسهل، وأيضًا إضافة بعض الأمور
إليها التي تسهِّل لكِ طريق التميز بشخصية إيجابية فعَّالة.
علينا أن نذكِّر أنفسنا أنَّ كلًّا منا له عيوبٌ، وله مميزاتٌ تختلف عن الآخر،
ولا يوجد أحد كله عيوب فقط، أو كله مميزات فقط، وهذا مِنَ الحكمة،
فلا يوجد أحدٌ كاملًا، كما ترين أنتِ (أنكِ تتمنين أن تكوني مثل الناس)؛
فيمكن تعديل هذا الهدف إلى شكل آخر، بأن تتمني أن تكوني شخصيةً
مُتميزة بأخلاقها وفعاليتها، وتقديرها لذاتها،
وذات أهمية في المجتمع؛ إذًا أنتِ هنا وصلتِ إلى الهدف وهذا
يسهِّل عليكِ الباقي - إن شاء الله.
ما بقي إلا وَضْع الأسس التي تساعدكِ على الوصول إلى الهدف المرجوِّ،
وسأذكركِ ببعض النقاط الهامة التي تحتاجينها في طريقكِ للنجاح:
١- لتجعلي هذه القاعدةَ أهم قاعدة؛ وهي أنَّ الناس تَراكِ
بالشخصية التي ترين بها نفسكِ،
فإذا نظرتِ لنفسكِ نظرةَ استحقار فسيحقركِ الآخرون، وإذا نظرتِ لنفسكِ
نظرةً ذات أهمية، فسينظر بها الناسُ إليكِ؛
فعليكِ بإقناع نفسكِ بأنكِ ذات قيمة؛ لكي يرى الناس أنكِ ذات أهمية.
٢- عليكِ بالبحث عنْ هواياتكِ ومارسيها، وتعزيز المواهب التي تزيد مِن ثقتكِ بنفسكِ؛
لأنكِ تشعرين أنكِ مميَّزة بهذه الموهبة، وأنك تقدِّمين أشياء ليس كل الناس
يستطيعون تقديمها، وليس أحدٌ منا إلا وله هوايات.
فكِّري إلى أن تَصِلي إلى الهواية الحقيقية، حتى لو كانتْ مثلًا: ممارسة الرياضة، أو الرسم،
أو السباحة، أو الأعمال اليدوية، أو تأليف الشعر، وهكذا.
أيضًا احرصي على التفوُّق الدراسي، ومساعدة الآخرين، وعدم البخل
بإيضاح المعلومات التي تصعب على بعضهن.
٣- أحضري ورقة، واكتبي فيها ميزاتكِ كلها، وعلِّقيها أمامكِ، واكتبي في ورقةٍ أخرى عيوبكِ،
وكل المشاعر السلبية التي تواجهينها من نظرتكِ إلى نفسكِ، وقومي بتقطيعها ورميها،
ولتقولي في نفسكِ: انتهى عهدُ العيوب، والنظرة السلبية لنفسي؛ فأنا ذات قيمة،
وسأساعد نفسي لتعزيز إيجابياتي، والتخلُّص من سلبياتي.

٤- ضَعي لنفسكِ أهدافًا على المدى البعيد والقريب،
ولتعلقيها أيضًا في غرفتكِ، ولتسعي لتحقيقها؛
فهذا يشعر الإنسان بأنه ذو قيمةٍ، ولتقومي أيضًا ببعض الأعمال التطوعية؛
فهي تساعد النفس على النهوض معنويًّا.
٥- حاولي البحث عن نقاط ضعفكِ وقوِّميها، أو عن عدم كفاءتكِ في أمرٍ ما،
وزيدي من كفاءته عن طريق التعليم،
تعلمي "الكروشيه" مثلًا إذا لم تكوني تعلمين طريقته،
تعلمي الحاسوب، تعلمي اللغة الإنجليزية،
تعلَّمي الطبخ، والهدف أنكِ تزيدين من المعرفة والعمل.
٦- عليكِ بالاهتمام بشكلكِ الخارجي مِن نظافة وملبس، تعلَّمي فنَّ الأناقة، ولباقة الحديث،
حتى لو مِن خلال الإنترنت، ولتبدئي التدريب في أناسٍ لا يعرفونك،
أو مجتمع جديد؛ لكيلا تشعري بالحرَج.
٧- ابحثي عن الشخصية الناجحة، حتى لو كانت أكبر منكِ،
ولتقتربي منها لتساعدكِ على التفوُّق والنهوض بشخصيتكِ للأفضل،
ودَعِي عنكِ تعليقات الناس التافهة، ولتحدِّدي علاقاتكِ بالأصدقاء
ليُضِيفوا لشخصيتك الجديد من الإيجابيات.
٨- عليكِ بالابتسامة؛ فهي تقرِّب قلوب الناس مِن بعضها، وتزيد من الودِّ والحب،
وابتعدي عن التكبر أو الإقلال مِن شأن الآخرين الأقل منكِ، أو أسلوب
التهكُّم من أي فعلٍ أو أخطاء ساهية مِن الآخرين،
أيضًا عليكِ بتوطيد العَلاقة الأسرية وعَلاقة الأقارب، والسؤال عنهم،
والتودُّد لكل صغيرٍ وكبيرٍ باعتدال.
٩- وأخيرًا أنصحكِ بالتقرُّب إلى اللهِ؛ فهذا يزيد المرء ثقة بنفسه،
ويقينًا بالله، ويوسع له الرزقَ، ويجلب له البركة،
ويقذف في قلوب الآخرين حبَّه، وأنصحك بالصبر وعدم الاستسلام لوساوس الشيطان؛
فكم مِن أناسٍ حاولوا تطوير أنفسهم مِن السلب إلى الإيجاب مرورًا بالصعاب، ولكن تحدَّوها،
فعليكِ بتحدي نفسكِ والآخرين بالشخصيةِ التي تحلمين أن تصلي إليها، وفَّقكِ الله.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق