الخميس، 21 فبراير 2019

كرهتُ نفسي لسِمنتي

كرهتُ نفسي لسِمنتي
أ. عائشة الحكمي
السؤال
أنا فتاةٌ لم أكمل العشرين مِن عمري، أصِبْتُ بـ(النوركسيا)،
وكان طولي (165)، ووزني (35)! وكنتُ راضيةً عنْ شكلي وجسمي،
لكن أرغمني أمي وأبي على زيادة وزني، وأخذوني لطبيبةٍ،
وبدأ وزني يزيد! حتى وصل (50)! أرى نفسي سمينةً، فإذا نظرتُ
في المرآة أراني بشِعةً، كرِهْتُ نفسي، كلُّ مَن حولي يقولون:
إني جميلة، ولستُ سمينةً، ولكني أكذِّبهم وأكرههم، حتى إني كرِهتُ أبي وأمي؛
لأنهما السبب في سمنتي! كرِهتُ الحياة ونفسي ومستقبلي،
وكل يوم يمُر عليَّ أسوأ مِن الذي قبله!
كنتُ غبيةً عندما حاولتُ أن أُرضي الناس؛
لأنهم رأوني مريضةً، ولكنني كنت مُستمتعةً بذلك!
أرجو مساعدتي، فقد اقتربتُ لدرجة الجنون،
حتى إني أنظر إلى المرآة كل يوم، وأقول: ما أبشعكِ!

الجواب
بسم الله الموفق للصواب
وهو المستعان
أيتها العزيزة، لقد اختلَف الناسُ قديمًا وحديثًا في تعريف الجَمال الظاهِر،
وتحديد المحاسِن في المرأة، لكنَّ أحدًا لم يختلفْ في مفهوم المرَض!
والقَهِم العصبي "الأنروكسيا" Anorexia Nervosa :
اضطرابٌ مرضيٌّ يقبِّح الصور، فهو شكْلٌ من أشكال الدمامة والقُبْح!
ولو كان في المرض حُسنٌ وجمال لتمنيناه جميعًا! لكننا حين ندعو الله
- سبحانه وتعالى، فإننا نسأله العافيةَ والشفاء مِن المرَضِ!
فاحمَدي الله - تعالى - الذي عافاكِ مِنْ مرَضكِ، وجمَّلك بزيادة وزنكِ!
الصحةُ - يا صغيرتي - هي الجمالُ، ووزنُك الحالي قد بلَغ حدود المِثاليَّة،
فحافظي على هذه النِّعْمة التي أضفاها الله - تعالى - على بدنكِ،
ثم اشكري أبويك الكريمين اللذَيْن عنيا بصحتكِ، وبذَلَا جهدهما
لتتمتَّعي بجمالٍ صحيٍّ، يكسو وجهكِ الحُسنَ والنضرة.
ولأني أدرِك جيدًا أن الكلام حول مثالية وزنكِ الحالي لن يُقنِعكِ،
فقد قمتُ بتصوير صفحات بعض النتائج المحسوبة لوزنكِ مِن عدة مواقع،
تُشير جميعها إلى أنَّ الوزنَ المثالي لمن هي في سِنكِ،
وجنسكِ، وطولكِ يتراوح بين 52-68 كلغ!
أتاح لك هذا الموقعُ معرفة الوزْن المثالي لطولكِ، وجنسكِ وسنكِ بعدة
طرُق لحساب الوزن، وجميعها تُشير إلى أن الوزنَ المثالي لمن هي في سنك،
وجنسك، وطولك يتراوح بين 46- 68 كلغ!
فإن كنتِ بحقٍّ مُهتمَّة بجمالكِ فحافِظي على وزنكِ من أن ينقص
عن الخمسين، مع ضرورة مُزاولة رياضات شد وبناء العضلات؛
للحفاظ على صحَّة عضلاتكِ ومظهر قوامك، أما إن كنتِ تصرين على
أن وزنكِ السابق "35 كلغ" هو الوزن المثالي، وأنَّ الجمالَ كامنٌ في
النُّحول والهزال، فأنصحكِ بمُراجَعة طبيبةٍ نفسيةٍ، راجية أن تستفيدي مِن استشارة:
"نحافتي وخوفي من السِّمنة"، وعسى الله أن يُتم عليكِ الجمال،
ويمتعكِ بدوام الصحة وأنس العافية.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، والحمد لله وحده

في "لسان العرب":
"القَهِمُ: القليل الأكل مِن مرَضٍ أو غيره، وقد أَقْهَمَ عن الطعام وأَقْهى؛
أي: أَمْسك وصار لا يشتهيه، وقَهِيَ لبعض بني أسد، وحكى ابن الأعرابي:
أَقْهَمَ عن الشراب والماء: ترَكه، ويقال للقليل الطُّعْم: قد أَقْهَى وأَقْهَمَ،
وقال أبو زيد في "نوادِرِه": المُقْهِمُ الذي لا يَطْعَم من مرض أو غيره،
وقيل: الذي لا يشتهي الطعام من مرض أو غيره".
منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق