الخميس، 21 فبراير 2019

وفاء الغريب و خيانة القريب

وفاء الغريب و خيانة القريب

كثيرا ما نخاف ممن حولنا، و خصوصا أولئك الذين نعتبرهم غرباء عنا،

لا نستطيع الوثوق بهم بسهولة و لا مشاركتهم أسرارنا و كل ما يخصنا..

لأنهم بالنسبة لنا أشخاص لا يعرفوننا و لا نعرفهم جيدا و لا نعرف نواياهم

و كل ما يخصهم، و بالتالي الثقة فيهم، مغامرة لا يجب الخوض فيها

لأنه أكيد ستنقلب علينا في يوم من الأيام، و لهذا لا نؤمنهم على ما يخصنا.

و في المقابل، هناك أشخاص نعتبرهم أقرب الناس إلينا نشاركهم

كل ما يخصنا، و يعرفون عنا الصغيرة قبل الكبيرة، نأخذ رأيهم

و نعمل بنصائحهم، كونهم يفكرون لمصلحتنا و يعملون جاهدين من أجل نجاحنا،

نحبهم أكثر من أي شيء آخر و نقتسم معهم أتعس و أجمل الظروف،

و في أحيان كثيرة لا نتخيل حياتنا من دونهم، بل إنها تأخذ ذلك اللون

الجميل منهم و نعتبر أن سعادتنا تنبثق من ضحكاتهم. و فجأة قد تقع

مواقف نصدم في أقرب الأشخاص إلينا و من اعتبرناهم نصفنا الآخر،

ونرى الوجه الحقيقي لأشخاص لطالما ارتدوا أقنعة تخفي حقيقتهم البشعة،

و أيضا نكتشف أن من اعتبرناهم غرباء هم من يستحقون احترامنا،

و هم من وقفوا إلى جانبنا عندما تخلى عنا أقرب الناس إلينا، و عندما

ذقنا طعم الخيانة من أقرب الأشخاص إلى قلوبنا. لنكتشف أن

من كنا نعتبرهم غرباء هم أكثر وفاء من أحب الناس إلى قلوبنا،

و الذين استطاعوا خيانتنا من دون أن يرف لهم جفن، وحتى لم

يفكروا ولو

للحظة لما قد تحمله خيانتهم لنا من أسى و من جرح عميق قد لا يلتئم بسهولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق