الخميس، 21 فبراير 2019

الضوابط الشرعية

الضوابط الشرعية

لموقف المسلم في الفتن 5

الشيخ / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

أن يلزم المسلم الإنصاف والعدل في أمر كله .

يقول الله جلَّ وعلا :

{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى }

(الأنعام: من الآية152)..) .

ويقول جلَّ وعلا :

{ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }

(المائدة:8)

وقد بُيِّنَتْ هذه المسألة بياناً شافياً كافياً ؛ من أنه لابدَّ من العدل في الأقوال

, ولا بدَّ من العدل في الأحكام , وأن من لم يعدل في قوله , أو يعدل

في حكمه ؛ فإنه لم يتبع الشرع اتباعاً يرجو معه النجاة .

ما معنى العدل ؟ وما معنى الإنصاف في هذه القاعدة ؟

معناه أنك تأتي بالأمور الحسنة أو بالأمور السيئة , تأتي بهذا الجانب الذي

تحبه , وذلك الجانب الذي لا تحبه , ثم توازن وتعرض لهما عرضاً

واحداً , وبعد ذلك تحكم .

فلا بدَّ من عرض الحسن والقبيح ؛ عرضهما على الذهن ,

حتى تصل إلى نتيجة شرعية , وحتى يكون تصورك ويكون قولك

أو فهمك أو رأيك في الفتنة منجياً إن شاء الله تعالى.

وهذه مسالة مهمة , وقاعدة لا بدَّ من رعايتها ؛ لأنه مَن لم يرع هذه

القاعدة ؛ دخل الهوى إلى قلبه من مصراعيه , ولم يأمن أن يفتح باب

الهوى على غيره , ومن ثم يكون داخلاً

في قول النبي صلى الله عليه وسلم :

( ومَن سنَّ سنَّة سيئة ؛ فعليه وزرها

و وزر مَن عمل بها إلى يوم القيامة ) ,

وتكون المصيبة أعظم إذا كان الفعل ممَّن ينتسب إلى العلم والهدى ؛

لأنه يقتدي بفعله الجاهل , ويقتدي بفعله نصف المتعلم .

فإذا ؛ لابدَّ من أن نرعى هذه القاعدة في أمرنا كله ,

ومَن سلم من الهوى ؛ فإن الله جل وعلا سينجيه في الآخرة والأولى .

* الرابع من تلك الضوابط والقواعد :

ما دلَّ عليه قول الله جلَّ وعلا:

{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }

(آل عمران: من الآية103)) .

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية , فقال :

( عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة ) .

وقال :

( الجماعة رحمة , والفرقة عذاب ) .

الفرقة بجميع أنواعها – في الأفكار , أو في الأقوال , أو في الأعمال –

عذاب يعذِّب الله جلَّ وعلا به مَن خالف أمره وذهب إلى غير هداه .

لهذا ؛ مَن لزم الجماعة – جماعة أهل السنة والجماعة – واقتدى بأئمتهم

وعلمائهم ؛ فإنه قد لزم الجماعة , ومَن تفرَّق عنهم ؛ فإنه لا يأمن

على نفسه أن يكون ممَّن ذهب إلى الفرقة وعذب بعذاب

من عذاب الله في الحياة الدنيا .

ولهذا ؛ قال عليه الصلاة والسلام :

( الجماعة رحمة , والفرقة عذاب ) .

لهذا ؛ كان لزاماً أن نلتزم بجماعة أهل السنة والجماعة ,

أن نلتزم بأقوالهم , وأن لا نخرج عن قواعدهم , ولا عن ضوابطهم , ولا عمَّا قرَّره

علمائهم ؛ لأنهم يعلمون من أصول أهل السنة والجماعة , ومن الأدلة

الشرعية , ما لا يعلمه كثير من الناس , وما لا يعلمه كثير من الذين

ينتسبون إلى العلم ؛ لأنهم لهم علماً راسخاً , ونظراً صائباً ,

وقدماً راسخةً في العلم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق