الاثنين، 13 مايو 2019

بطولات هزت الجبال(8)

بطولات هزت الجبال(8)

لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف

يقطع جسده من أجل كلمة

البطل: حبيب بن زيد رضي الله عنه .

البطولة : الصبر .

تفاصيل البطولة :

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم حبيب بن زيد بكتاب إلى مسيلمة

الكذاب بعد أن ادعى النبوة ، فلما جاء حبيب إلى مسيلمة قام مسيلمة

بتقييد حبيب بالقيود والأغلال ، مع العلم أن الرسل في عرف الناس

لا يُفعل بها ذلك .

ثم أوقفه بين الجموع الكافرة ممن آمنوا بمسيلمة و قال له :

أتشهد أن محمد رسول الله ؟ فقال : نعم , فقال له : وتشهد أني رسول الله ؟

فقال له مستهزئًا و ساخرًا : إن في أذني صممًا عن سماع ما تقول ,

فقال مسيلمة لجلاده اقطع قطعة من جسده فهوى الجلاد بكل فظاظة

وغلظة على حبيب بسيفه وقطع قطعة من جسده وألقاها أمامه ,

ثم عاد مسيلمة ليسأله : أتشهد أن محمدًا رسول الله ؟ قال : نعم ,

فقال له : وتشهد أني رسول الله ؟ فقال : إن في أذني صممًا عن سماع

ما تقول , فأمر أن تقطع قطعة أخرى من جسده.. وهكذا مضى مسيلمة

يقطع حبيب رضي الله عنه قطعة قطعة ، و حبيب

رضي الله عنه لا يلوي على شيء ، ثابت في إيمانه ، صابر في سبيل ربه ،

حتى انفلق جسده إلى فلقتين ، وكل ذلك في سبيل الله عز وجل .

فما زال الجلاد به يقطعه قطعة قطعة ، حتى فاضت روحه إلى بارئها ،

و هو ثابت لم يتزحزح .

بعد ذلك وصل الخبر إلى أمه نسيبة المازنية فما تظنون أنها فعلت ؟

أجزعت ؟ أشقت ثيابها ؟ ألطمت خدودها ؟ لا والله، ما كان لقلب مِِلؤه

الإيمان واليقين بالله عز وجل أن يفعل من ذلك شيئا ،

بل قالت : من أجل هذا أعددته . وعند الله احتسبته .

العبرة المنتقاة :

إن من دخل الإيمان قلبه و ذاق لذته فإنه لن يضعف بأي حال من الأحوال

أمام أعدائه ؛ لأن الله تعالى معه ، يثبته في الحياة الدنيا

إلى أن يلقاه يوم القيامة على إيمانه و ثباته .

حيث إن حبيب بن زيد رضي الله عنه ، لم يستجب لطلب مسيلمة حتى

و هو يقطع قطعة قطعة .

و صدق الله جل و علا إذ يقول :

{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ

وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }

[سورة إبراهيم : 27] .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق