الأربعاء، 15 مايو 2019

تجاوز الضوابط الشرعية

تجاوز الضوابط الشرعية

في مرحلة الخطبة

أ. مروة يوسف عاشور

السؤال

♦ الملخص:

فتاة تجاوز خاطبها الضوابط الشرعية معها، وتسأل: ماذا تفعل؟

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أخطأت فأرجو منكم توجيهي:



تجاوز خاطبي معي حدود الخطبة، وأمسَك يدي وزاد الأمر أكثر من ذلك، فماذا أفعل؟

الجواب

بُنيتي العزيزة، حيَّاكِ الله وبارَك فيكِ، وبارَك لكِ، وجمَع بينكما في خير وطاعةٍ.

اعلَمي أن العقل والعاطفة حارسان لا يتَّفقان كثيرًا، يتنازعان على أمورٍ

يراها العقلُ غيرَ ذي قيمة، ويَحسَبها القلبُ أساسَ الحياة السعيدة،

وفي كثيرٍ من الأحوال يقف الصوابُ والراجح من الأفعال والعواقب الحميدة

في جانبِ العقل، ويتخلَّى عن القلب المسكين!

فتاة في عمركِ هي كتلةٌ من المشاعر وبركان من الأحاسيس، فإذا ما

قابلتْ قلبًا يَزعُم أنه حريصٌ عليها ويدَّعي محبتها، لن تَقبَل كلمةَ حقٍّ

تُقال ضده، ولن تتجاوز أُذنيها، ولستُ أقول ذلك لتشويه صورة خاطبكِ،

أو تجسيد الشر في شخصه، أو الدخول في نيَّته وشِدة حِرصه على زوجة المستقبل،

أو عدم استشعار المسؤولية نحوها؛ حيث إن هناك دوافعَ للشاب قد تَحول

دون رؤية الحقيقة، أو تَغلِب الحرصَ، وتُنسيه الضوابط الشرعية

والحدود العُرفية في التعامل قبل الزواج!



سؤالك يدل على ميلكِ عقلًا إلى تَخطئة نفسكِ وخاطبكِ، وتَفوح منه رائحةُ

الخوف من تَكرار ذلك، ولهذا أنتِ بين خيارين لا أرى لهما ثالثًا:



أولًا: إما أن تشترطي جلوسَ أحد الأقرباء معكم، والأَولَى أن يكون من

الرجال الذين يَخشى خاطبُكِ أن يُسيءَ التصرفَ أمامهم، فتكون

الجلسةُ بغرض التعارف، وتوضيح وجهات النظر في الأمور التي

يحب أن يتَّفق عليها الزوجان، وفي هذه الحالة لن يُكثر خاطبكِ

من زيارتكِ غالبًا، ولن يَجعلها إلا في حدود مقبولةٍ!

ثانيًا: أن تسعي معه إلى تعجيل الزواج، وأن تُساعديه مع أهلكِ على

إتمام الزواج؛ بتخفيف الأعباء، والتحرُّر من قيد العادات التي لن تنفعَ الفتاة إذا

ما أُصيبتْ في كرامتها أو شرفِها، فلن يتحدَّث الناس حينها عن فخامة

أثاث البيت، أو جودة الأجهزة، أو كثرة الأواني في مطبخها،

وسيكتفون بالحديث عن تربيتها وأخلاقها!



وفي جميع الأحوال اعلَمي أنه لا يَحِل لكما الخَلوةُ، فضلًا عن تعدِّي

الحدود إلى حد اللمس أو التقبيل، ويُؤسفني أن أُخبركِ أنها بداية لِما

هو أسوأ من ذلك، وقد سبَق أن ورَدتْني استشاراتٌ كثيرة مُؤلِمة

ومشابهة لاستشارتك هذه، لفتيات وقَعنَ ضحيةَ ذلك الحب،

واستجَبْنَ لكلِّ ما يريد الخاطب، فكانت النتيجة أن تَخلَّى عنها

مع أول خلاف عائلي، وقرَّر فَسْخ الخِطبة!



أَنصحكِ في نهاية حديثي بأن تتفقَّهي في الأمور الشرعية الخاصة

بأحكام الخِطبة، وأن توصلي إلى خاطبكِ من ذلك ما يُعينه

على فَهْم الوضع شرعًا، وعليك بأدعية مثل:

(أسألُ الله أن يَجمعَنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته).



واللهَ أسأل أن يَكتُبَ لكِ حياةً طيبة، وأن يُيسِّر زواجكما على خير وبركةٍ،

والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق