الاثنين، 19 أغسطس 2019

فوائد من كتاب سير السلف (4)

فوائد من كتاب سير السلف (4)


للأصبهاني الجزء الٱول

قال إبراهيم النخعي رحمه الله : كان الأسود يقرأ القرآن في شهر رمضان

في ليلتين ، ويختمه في سوى رمضان في ست ، و كان علقمة يختمه

في خمس .

قال علقمة بن مرثد رحمه الله : كان الأسود يجتهد في العبادة، يصوم

حتى يصفر جسده و يخضر ، فكان علقمة بن قيس يقول له: لم تعذب

هذا الجسد هذا العذاب ؟ فيقول : إن الأمر جد ، و كرامة هذا الجسد أريد،

فلما احتضر بكى ، فقيل له : ما هذا الجزع؟ فقال : و مالي لا أجزع ،

و من أحق بذلك مني؟ والله لو أتيت بالمغفرة من الله لهمني الحياء منه

مما صنعت ، إن الرجل يكون بينه و بين الرجل الذنب

العظيم ، فيعفو ، فلا يزال مستحييا

منه حتى يموت .



قال ابن شوذب رحمه الله :

يروى أن لله في كل رأس مائة سنة رجلا تام العقل، فكانوا يرون إياس

بن معاوية منهم .



قال حميد بن هلال رحمه الله :

كان منا رجل يقال له: الأسود بن كلثوم، وكان إذا مشى لا يجاوز

بصره قدميه، فكان يمر بالنسوة، ولعل إحداهن أن تكون واضعة ثوبها

أو خمارها، فإذا رأينه راعهن ثم يقلن: كلا إنه الأسود بن كلثوم.

فخرج يوما غازيا في خيل، فدخلوا حائطا فبدد بهم العدو،

فجاءوا، فأخذوا بثلمة الحائط، فنزل

عن فرسه، فضربها حتى عارت، وأتى الماء، فتوضأ، ثم صلى وتقدم،

فقال: اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك، فإن كانت

صادقة فارزقها ذلك، وإن كانت كارهة فاحملها عليه , وأطعم لحمي

سباعا وطيرا، ثم قاتل حتى قتل , ثم مر أعظم جيش المسلمين بعد ذلك

بذلك الحائط، فقيل لأخي الأسود لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك

ولحمه، قال: لا، دعا أخي بدعاء فاستجيب له، فلست أعرض من ذلك

في شيء .



قال إبراهيم النخعي رحمه الله :

إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى، فاغسل يدك منه. وقال ينبغي

لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار، لأن أهل الجنة، قالوا:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ }

[فاطر: 34] .

وينبغي لمن لا يشفق أن لا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا:

{ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ }

[الطور: 26] .

وقال: أعظم الذنب عند الله أن يحدث العبد بما يستره الله عليه .



قال أبو حمزة رحمه الله :

لما ظهرت المقالات بالكوفة أتيت إبراهيم ، فذكرت له ذلك، فقال : أوه

رققوا قولا واخترعوا دينا من قبل أنفسهم ، ليس من كتاب الله، ولا

من سنة رسوله، لقد تركوا دين محمد، فإياك و إياهم .



قال عبد الواحد بن يزيد رحمه الله :

كنت مع أيوب السختياني على حراء، فعطشت عطشا شديدا حتى رأى

ذلك في وجهي، فقال: ما الذي أرى بك؟ قلت: العطش قد خفت على نفسي.

قال: تستر علي؟ قلت: نعم. فاستحلفني، فحلفت له أن لا أخبر عنه مادام حيا،

فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت، حتى رويت

وحملت معي من الماء، فما حدثت به حتى مات .



من كلام أيوب , قال : لا يسود العبد حتى تكون فيه خصلتان :

اليأس مما في أيدي الناس ، و التغافل عما يكون منهم .

و قال رجل من أهل الأهواء لأيوب : أكلمك بكلمة ؟ قال : و لا نصف كلمة.

و قال: ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا ازداد من الله بعدا .

و قال : يبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي .

و قال : وددت أني أفلت من الحديث كفافا .



قال حماد بن زيد رحمه الله :

كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد ، فلما ولي الخلافة ، قال : اللهم أنسه

ذكري .

قيل للأحنف رحمه الله :

مالك لا تمس الحصا ؟ قال : ما في مسه أجر , و لا في تركه وزر .

و قال : إن في لخلتين لا أغتاب جليسا إذا قام من عندي ، و لا أدخل

في أمر قوم لم يدخلوني معهم فيه.



روي عن سلمة بن منصور رحمه الله , قال :

كان عامة صلاة الأحنف بالليل , و كان يضع السراج قريبا منه ،

فربما وضع إصبعه عليه ، و يقول : حس يا أحنف ,

ما حملك يوم كذا على أن فعلت كذا .



قال مغيرة رحمه الله :

اشتكى ابن أخي الأحنف إليه وجع ضرسه ، فقال له : لقد ذهبت عيني

منذ عشرين سنة ما ذكرتها لأحد .



قال ابن المبارك رحمه الله :

لم تر الخيل البلق بعد وقعة الأحنف بخراسان مع الهياطلة من الترك ،

و هو يرتجز : إن على كل رئيس حقا أن يخضب الصعدة أو تندقا

واستعمل على الميمنة رجلا يقرأ : البقرة . وعلى الميسرة رجلا يقرأ :

آل عمران . وهو في أربعة آلاف ، و هم في ثلاث مائة ألف، فنصره الله عليهم .



قال ابن المبارك رحمه الله : شتم رجل الأحنف ، فلما فرغ ،

قال الأحنف : ستر الله الأكثر . و قيل للأحنف : لئن قلت واحدة

لتسمعن عشرا ، قال الأحنف: لكنك لو قلت عشرا لا تسمع واحدة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق