الجمعة، 1 يناير 2021

روائع الإعجاز النفسي (29)

 

روائع الإعجاز النفسي (29)


من أسرار السعادة

بسبب الأهمية البالغة لموضوع التسامح والعفو فإن الله تبارك وتعالى
قد سمى نفسه (العفوّ) يقول تعالى:

{ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }
[النساء: 149].

وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية
الطفل السوي هو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية
يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد
عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسف يعاني منها اليوم معظم الشباب!

ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وبالطبع كل مؤمن
رضي بالله رباً وبالنبي رسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل
العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا
إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغير أو شيخ كبير، نعفو
عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر استهزأ بنا... لأن العفو والتسامح يبعدك
عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا يقول تعالى:

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
[الأعراف: 199].

ومن روائع القصص النبوي الشريف أن رجلاً لم يعمل في حياته حسنة
قط!! تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره؟ إلا أنه كان يتعامل مع الناس في
تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ معسراً فتجاوز
عنه لعل الله أن يتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة،
سبحان الله! ما هذا الكرم الإلهي، هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب
الخير، وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟
والآن أخي المؤمن، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! إذا أردت أن يعفو الله عنك
يوم القيامة فاعفُ عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا:

{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
[النور: 22].
من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق