الأحد، 20 يونيو 2021

نَفَسٌ واحدٌ‏

 نَفَسٌ واحدٌ‏


لو أن كلَّ أنفاسِنا خرجت شكراً لله، ما أدينا شكر نعمة نَفَس واحد منها.
يدخل النفس ويخرج دون شعورنا ولا حتى انتباه منا؛ ولكن إذا ضاق
الصدر وبدأت الزفرات تتحشرج في الحناجر؛ ثارت عظام الصدر
وعضلاته مع أخواتها في البطن تجاهد بكل قواها لأخذ شهيق بل
ولو عشر شهيق؛ ليتلوه زفير يكاد يخرج أقل من عشره، حينها لا سبيل
حتى لنطق كلمة، بل ولا لأَخْذِ رشفة من ماء تسد رمقاً، وتروي ذبول جسد
منهك، وترطب شفة مشققة كانت تنبض بالحياة، بعدها تتسارع أشباه
الأنفاس تستغيث مستجدية نفَسَاً.

ويُسْعِف بعد طول معاناة هذا الجسد المنهك، خراطيم تغوص مخترقة
أغوار رئتين كانتا من أيام نابضتين بالحياة؛ بل فيهما كانت الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق