الاثنين، 12 نوفمبر 2012

بيان أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل

 
تقول السائلة : أقرأ في القرآن الكثير من الآيات التي تحث على التوكل على الله ،
أسأل كيف يكون هذا التوكل في حياتنا ،
مع رجاء ضرب أمثلة لذلك ؟
الإجــابــة :
التوكل من أهم الواجبات على المؤمن ،
و الله يقول سبحانه :
{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }
و يقول سبحانه :
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
و يقول جل و علا :
{ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
التوكل من أهم العبادات ، و من أوجب العبادات ،
و هو التفويض إلى الله ، و الاعتماد عليه ، و الثقة به سبحانه ، مع تعاطي الأسباب ،
تعلم أنه مسبب الأسباب ، و أنه مصرف الأمور ، و أن كل شيء بيده ، جل و علا ،
لا مانع لما أعطى ، و لا معطي لما منع ، هو النافع الضار ، هو المعطي المانع ،
و لكنك مع هذا تأخذ بالأسباب التي تفيدك ، فتأكل عند الجوع ، و تشرب عند الظمأ ،
و تتزوج ، و تكسب الكسب الحلال ، بالبيع و الشراء أو بغير ذلك ، لا تعطل الأسباب ،
و أنت مع هذا متوكل على الله ، تعلم أنه لن يصيبك إلا ما قدر الله لك ،
و أنك لن تنجح إلا بتوفيقه و تيسيره سبحانه و تعالى ، فتأخذ بالأسباب ،
و تعمل بالأسباب مع الثقة بالله و الاعتماد عليه ، فتعالج المريض ،
و أنت متوكل على الله ، تعلم أنه هو الذي يشفي المريض ، تعالجه تذهب به إلى الطبيب ،
تفعل ما قال الطبيب من إعطائه دواء ، أو كيه أو حمية ، أو ما أشبه ذلك ،
تبيع و تشتري و أنت متوكل على الله في ذلك ، تعلم أنه لن يحصل لك إلا ما كتب الله لك ،
تؤجر ما عندك من العمارات ، على من يرغبها منك لتنتفع بالأجرة ،
تسقي حرثك ، تسقي دوابك ، تعلفها حتى تستفيد منها ،
و أنت متوكل على الله في كل شيء ، يعني تأخذ بالأسباب في كل شيء ،
مع الثقة بالله و الاعتماد عليه ، و أنه هو مسبب الأمور و مصرفها،
و هو النافع الضار ، المعطي المانع ، و أنت إنما تفعل الأسباب المأمور بها ،
كما أنك تسافر إلى الحج ، و إلى العمرة و للتجارة ،
أخذا بالأسباب و أنت تعلم أن الله سبحانه هو المسبب ،
و هو الذي بيده إيصالك إلى الحج ، و بيده إعانتك على مناسك الحج ،
و بيده إعانتك على مقاصد التجارة ، و الرجوع من السفر ، إلى غير ذلك .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق