ولا عار إن زالت عن المرء نعمةٌ .... ولكنَّ عارًا أن يزول التجمُّلُ
حُكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها
وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها
بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟
فقالت – وهي فزعة - : المال في هذا الصناديق التي هي داخل هذا البيت
، وأشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف .
فقال أحدهم لها : لا تخافي ، فأنتِ تكونين عندي ، وفي مالي وخيري
ترتعين ، ففهمت عنه أنه أحبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالت لك
بكلام خفي : أريد أن أدخل بيت الخلاء ، ورقَّقت له القول .
ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت
واشتغلوا بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزنًا
غلسًا مملوءً تبنًا بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ،
فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشتغلوا بحمل النهب ،
ومضوا ، فسلمتْ المرأة من الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها
وجواريها سلمْنَ من الأسْر بصعودهنَّ سطح الدار .
فقالت المرأة عند ذلك سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر
عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر
والافتتانِ بتغيير الدين بالقهر .
إشراقة : تقبلي حقيقةٌ لا مفرَّ منها ، وهي أنكِ ستصادفين دائمًا في الدنيا
أمورًا لا تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .
الجمعة، 16 نوفمبر 2012
حفظتْ الله فحفظها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق