الأحد، 11 نوفمبر 2012

حسن التصرف

صعد خالد بن عبد الله القسري المِنْـبَرَ في يوم جمعة، وهو إذ ذاك على مكة ، فذكر الحجـّاج بن يوسف فأثنى عليه ثناءً عظيمًا وحمد طاعته للخليفة عبد الملك بن مروان، وترحّم عليه.‏

‏ فلما كان في الجمعة الثانية ورد عليه كتاب أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك يأمره فيه بشتم الحجاج ونشر عيوبه وإظهار البراءة منه .
فصعد خالد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :‏

أيها الناس ، إن إبليس كان مَلكاً من الملائكة، وكان يُظْهر من طاعة الله ما كانت الملائكة ترى له به فضلاً ، وكان الله قد علم من غـِشّه وخبثه ما خَفـِيَ على ملائكته ، فلما أراد الله فضيحته أمره بالسجود لآدم، فظهر لهم ما كان يخفيه عنهم، فلعنوه ، وإن الحجاج كان يظهر من طاعة أمير المؤمنين ما كُنـّا نرى له به فضلاً، وكأنّ الله أَطلع أمير المؤمنين من غشه وخبثه على ما خفي علينا، فلما أراد الله فضيحته أجرى ذلك على يدي أمير المؤمنين فلعنه ، فالعنوه لَعَنَهُ الله.‏

‏ ثم نزل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق