الخميس، 31 يناير 2013

قراءة الفاتحة بعد الصلاة و تثويبها للأموات


الســــؤال :

سأل سائلاً مستفسراً و قال :
 
ما حكم قراءة الفاتحة بعد الصلاة ، ذلك أن أحد الأشخاص قال :
إننا نتوسل بها إلى الله أن يغفر لنا و لوالدينا ، و نهديها إلى موتانا ،
ثم إلى روح النبي صلى الله عليه و سلم ،
ما حكم ذلك ؟
هل يصل ثوابها إلى روح الموتى ؟
وجهونا جزاكم الله خيرا .
الإجــابــة :
لا نعلم لهذا أصلا ، و العبادات بالتوقيف و الأدلة لا بالآراء و الأهواء ،
العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما شرعه الله و رسوله ،
و لا نعلم في الأدلة الشرعية شرعية قراءة الفاتحة بعد الصلاة و تثويبها للموتى ،
و لا الاجتماع على قراءتها لطلب الثواب ، كل هذا لا أصل له ،
و إنما المشروع للمؤمن أن يقرأ القرآن ليتدبر و يتعقل و يستفيد و ليحصل له الأجر بذلك ،
أما أن يخترع شيئا ما شرعه الله في وقت لم ترد فيه السنة فهذا ليس بجائز ؛

لأن الرسول عليه السلام يقول :
 
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
 
و يقول عليه الصلاة و السلام :
 
( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
 
و لم يرد عنه فيما نعلم من الشرع أنه شرع للأمة قراءة الفاتحة بعد كل صلاة أو تثويبها للموتى ،
 أو قراءتها بصفة جماعية في أي وقت من الأوقات ، كل هذا لم يرد و لم نعرفه من الشرع المطهر ،
 و الواجب على أهل الإيمان و أهل الإسلام أن يسعهم
ما وسع الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، و ليس لأحد أن يحدث شيئا لم يشرعه الله ،
و لم يرد أيضا أن القرآن يقرأ للموتى و يثوب للموتى ، و إن كان قاله جمع من أهل العلم ،
لكن أقوال العلماء تعرض على الكتاب و السنة ، فما وافق النص قبل وما لا فلا ،
و قد تأملت هذه المسألة فلم أجد في النصوص ما يدل على قراءة القرآن للموتى و تثويبه للموتى ،
 و لكن المشروع الدعاء لهم بالمغفرة و الرحمة و الجنة ، و بالسعادة بالعفو و المسامحة ،
 الصدقة عنهم ، الحج عن الميت ، العمرة عن الميت ، قضاء الدين عن الميت ،
كل هذا مشروع ، أما أن يصلى عنه أو يقرأ عنه فليس له أصل ،
أو يصام عنه تطوعا فليس له أصل ،
أما إذا كان عليه صوم فريضة مات و لم يقضه فإنه يشرع الصيام عنه ،
كأن يكون عليه صوم من رمضان ، تساهل فلم يقضه أو كفارة فإنه يصام عنه ،
 
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :
 
( من مات و عليه صيام صام عنه وليه )
 
متفق على صحته.
 
و سأله جماعة عليه الصلاة و السلام ، منهم امرأة تقول :
إن أمي نذرت أن تحج ، فلم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها ،
 
قال صلى الله عليه و سلم :
 
( نعم حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين ، أكنت قاضية ؟
 اقضوا الله ؛ فالله أحق بالوفاء )
 
هذا هو المشروع ، و الواجب على المؤمن و المؤمنة التقيد بما جاء به الشرع ،
 و عدم إحداث شيء لم يشرعه الله تعالى ،
لا في الصوم و لا في القراءة و لا في الصلاة و لا في غير ذلك ،
 
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق