عَنْ عُتَيٍّ قَالَ
[ رَأَيْتُ شَيْخًا
بِالْمَدِينَةِ يَتَكَلَّمُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ
فَقَالُوا
هَذَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ
فَقَالَ
إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهُ
الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ :
" أَيْ بَنِيَّ إِنِّي أَشْتَهِي مِنْ ثِمَارِ
الْجَنَّةِ "
فَذَهَبُوا يَطْلُبُونَ لَهُ فَاسْتَقْبَلَتْهُمْ
الْمَلَائِكَةُ
وَ مَعَهُمْ أَكْفَانُهُ وَ حَنُوطُهُ وَ مَعَهُمْ
الْفُؤُوسُ وَ الْمَسَاحِي وَ
الْمَكَاتِلُ
فَقَالُوا لَهُمْ :
" يَا بَنِي آدَمَ مَا تُرِيدُونَ وَ مَا تَطْلُبُونَ
؟ "
قَالُوا :
" أَبُونَا مَرِيضٌ فَاشْتَهَى مِنْ ثِمَارِ
الْجَنَّةِ "
قَالُوا لَهُمْ :
" ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ قَضَاءُ أَبِيكُمْ
"
فَجَاءُوا فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ عَرَفَتْهُمْ
فَلَاذَتْ بِآدَمَ فَقَالَ :
" إِلَيْكِ إِلَيْكِ عَنِّي فَإِنِّي إِنَّمَا
أُوتِيتُ مِنْ قِبَلِكِ
خَلِّي بَيْنِي وَ بَيْنَ مَلَائِكَةِ رَبِّي
تَبَارَكَ وَ تَعَالَى "
فَقَبَضُوهُ وَ غَسَّلُوهُ وَ كَفَّنُوهُ وَ
حَنَّطُوهُ وَ حَفَرُوا لَهُ وَ أَلْحَدُوا لَهُ وَ صَلَّوْا
عَلَيْهِ
ثُمَّ دَخَلُوا قَبْرَهُ فَوَضَعُوهُ فِي قَبْرِهِ وَ
وَضَعُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ
ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ الْقَبْرِ ثُمَّ حَثَوْا
عَلَيْهِ التُّرَابَ ثُمَّ قَالُوا :
" يَا بَنِي آدَمَ هَذِهِ سُنَّتُكُمْ " ]
.
رواه عبدالله بن الإمام أحمد في زوائد المسند
5/136
قال الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية 1/98
:
إسناده صحيح إلى أبي بن
كعب
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/199
:
رواه عبد الله بن أحمد و رجاله رجال الصحيح غير عُتي
بن ضمرة و هو ثقة
و هذا الحديث و إن كان موقوفا فله حكم الرفع لأنه لا
يقال بالرأي
( الْمَسَاحِي ) : جَمْع مِسْحَاة وَ هِيَ آلَة مِنْ
حَدِيد
وَ مِيمه زَائِدَة مِنْ السَّحْو بِمَعْنَى الْكَشْف
وَ الْإِزَالَة
( المكاتل ) : جمع مكتل بكسر الميم ، و هو :
القفة
( اللبن ) : بكسر الباء المضروب من الطين مربعا
للبناء
يستفاد من الحديث :
- مدى حب آدم للجنة
.
- مدى بر أبناء آدم بأبيهم مع علمهم أن الجنة ليست في
الأرض
و لكنه البر والسعي في تحصيل الرزق
.
- الملائكة تتمثل بصورة البشر
.
- حب حواء لزوجها .. و الظاهر أنها لاذت به لكي يختار
البقاء في الدنيا
فإن ملائكة الموت لا يقبضون الأنبياء حتى يخيروهم بين
الدنيا و الآخرة
( وهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة
)
- الحذر من الزوجة فقد تحرفك عن المسار لفرط حبها لك
..
فقد منع بعض النساء أزواجهن من الهجرة لرسول الله (
صلى الله عليه و سلم )
في المدينة بحجة الخوف عليهم حتى فتحت مكة و فاتت
الفرصة ..
فهمّ الأزواج بعقابهن
فأنزل الله قوله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
- السنة اللحد للميت و هو الشق في جانب القبر إلا أن
تكون الأرض رملية لا يلحد فيها
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما
قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ
سَلَّمَ
( اللَّحْدُ لَنَا وَ الشَّقُّ لِغَيْرِنَا
)
- فضل أبينا آدم حيث جهزته الملائكة و صلو عليه و
دفنوه .
المصدر : صحيح القصص النبوي للأشقر
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق