الاثنين، 22 يونيو 2015

الفرق بين الابتلاء والعقوبة


 هناك علاماتٌ يستطيع المسلم
أن يُفرق بها بين الابتلاء والعقوبة :
 
    1 – الابتلاء يقع مع الإيمان والإستقامة على المنهج ، واشتداد الإبتلاء
في هذه الحال دليلٌ على شدة الإيمان وقوته ، ولذلك فإن الأنبياء
 أشد الناس بلاءً ، ثم الأمثل فالأمثل .
 
    أما العقوبة فسبب وقوعها الذنوب والمعاصي والانحرافُ عن المنهج ،
وكلما زادت الذنوب والمعاصي ، وكبرُ حجم الانحراف ، اشتدت العقوبة .
 
2 – الابتلاء علامةٌ على حب الله للعبد ورضاه عنه ، بينما العقوبة إشارةٌ
إلى غضب الله وعدم رضاه عن العبد.
 
3 – الابتلاء طريق للإمامة والتمكين ، بينما العقوبة حرمانٌ من ذلك ،
قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام :
 
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }
(أية 124 سورة البقرة ).
 
فإبراهيم عليه السلام جُعل للناس إمامًا ، لأنه نجح في كل ما ابتليَ به
وامتُحن ، بينما الذين يفشلون في ذلك يُحرَمون هذه الإمامة
، ولا ينالون ذلك العهد ،
قال تعالى :
 
{ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }
 (أية 124 سورة البقرة ).
 
 
4 – الابتلاء يهدف إلى جمع كلمة الأمة ، وتمتين الروابط فيما بينها ، أما
العقوبة فقد تكون سببًا في تشتيتها ، وضرب قلوب أفرادها بعضها ببعض
 ، وزيادة العداوة والبغضاء بين أفرادها .
قال تعالى :
 
{ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }
( أية 14 المائدة ).
 
كتاب : البيان من قصص القرأن .

لفضيلة الشيخ أبو إسلام صالح بن طه عبد الواحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق