الجمعة، 22 يناير 2016

أهل اليقظة و الغفلة و الخيانة

 
فالأول :
 مثال أهل اليقظة ،
 والاستعداد لما خلقوا له.
 
 و الثـاني :
 مثال أهل الخيانة.
 
و الثـالث :
مثال لأهل الغفلة .
 

 فالأول :
 إذا تحرّك أو سَكَن ، أو قام أو قعد ، أو أكل أو شرب ،
 أو نام ، أو لبس ، أو نطق ، أو سكت كان كلِّه له لا عليه ،
 و كان في ذكر و طاعةٍ و قربة و مزيد .

و الثاني :
إذا فعل ذلك كان عليه لا له ،
 و كان في طردٍ و إبعادٍ و خُسران .
 
و الثـالث :
 إذا فعل ذلك كان في غفلة
و بطالةٍ و تفريطٍ .

 
فالأول :
 يتقلَّب فيما يتقلب فيه
 بحكم الطاعة و القربة.
 
و الثاني :
 يتقلب في ذلك بحكم الخيانة و التعدِّي ،
 فإن الله لم يملِّكه ما ملّكه ليستعين به على مخالفته ،
 فهو جانٍ متعد خائن لله تعالى في نعمه عليه
 معاقبٌ على التنعُّم بها في غير طاعته.
 
و الثالث :
 يتقلب في ذلك و يتناوله بحكم الغفلة و الهوى
 و نهمة النفس و طبعها ، لم يتمتع بذلك ابتغاء رضوان الله تعالى
و التقرب إليه ، فهذا خسرانه بيَّن واضح ،
إذ عطّل أوقات عمره التي لا قيمة لها عن أفضل الأرباح و التجارات .
 
 فدعا الله عباده المؤمنين الموحدين إلى هذه الصلوات الخمس ،
 رحمة منه بهم ، و هيأ لهم فيها أنواع العبادة ؛
 لينال العبد من كلِّ قول و فعل و حركة و سكون حظه من عطاياه .
 
 أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق