الجمعة، 12 فبراير 2016

ماذا تعلمت في حياتك ؟

 ماذا تعلمت في حياتك ؟
سأل عالم تلميذهٌ :
 منذ متى صحبتني ؟

فقال التلميذ :
 منذ ثلاثة وثلاثين سنة

فقال العالم :
فماذا تعلمت مني في هذه الفترة ؟

قال التلميذ :
 ثماني مسائل

قال العالم :
 إنا لله وإنا إليه راجعون
 ذهب عمري معك
ولم تتعلم الا ثماني مسائل ؟

قال التلميذ :
 يا أستاذ
 لم أتعلم غيرها ولا أحب أن أكذب.

فقال الأستاذ :
هات ما عندك لأسمع

قال التلميذ :
الأولي :
أني نظرت إلي الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا
فإذا ذهب إلي القبر فارقه محبوبه
فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .

 
الثانية :
أني نظرت إلى قول الله تعالى :

{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *
 فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }
[ النازعات : 40 , 41 ]

فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى أستقرت على طاعة الله .

الثالثة :
أني نظرت إلى هذا الخلق
 فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة
 حفظه حتي لا يضيع

ثم نظرت إلى قول الله تعالى :

{ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ }
[ النحل : 96 ]

 فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة
وجهته لله ليحفظه عنده .

الرابعة :
أني نظرت إلى الخلق
 فرأيت كل واحد يتباهي بماله أو حسبه أو نسبه ،

ثم نظرت إلى قول الله تعالى :

{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
[ الحجرات : 13 ]

فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما .

الخامسة :
أني نظرت في الخلق
 وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا ،
 وأصل هذا كله الحسد

 ثم نظرت إلى قول الله عز وجل :

{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ}

فتركت الحسد وأجتنبت الناس
 وعلمت أن القسمة من عند الله
 فتركت الحسد عني

 
السادسة :
أني نظرت إلي الخلق
 يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض
ويقاتل بعضهم بعضا

ونظرت إلى قول الله تعالى :

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً }
[ فاطر : 6 ]

فتركت عداوة الخلق
 وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .

السابعة : 
أني نظرت إلى الخلق
 فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق
 حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له

ونظرت إلى قول الله عز وجل :

{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }
[ هود : 6 ]

فعلمت أني واحد من هذه الدواب
 فأشتغلت بما لله علي
وتركت ما لي عنده .

الثامنة :
أني نظرت إلى الخلق
 فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله ,
 هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته
وهذا على مركزه

ونظرت إلى قول الله تعالى

{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ  }
[ الطلاق : 3 ]
فتركت التوكل على الخلق
وأجتهدت في التوكل على الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق